في مثل هذا اليوم من العام 1955م توفي مكتشف البنسلين «ألكسندر فليمنج»!
لاحظ «فليمنج» أن البكتيريا تتأثر سلباً بعفن الخبز، وهذه الملاحظة جاءت عن طريق الصدفة، ولكن الصدف لا تلقي بمعارفها إلا للعقول المستعدة لالتقاطها، فقبل نيوتن مثلاً سقط تفاح كثير، ولكن من باب الصدفة سقطت تفاحة أمام نيوتن، فأعمل عقله فيها، فاكتشف قانون الجاذبية!
وبالعودة إلى «فليمنج» فإن الرواية تقول إنه نسي قطعة خبز متعفنة قرب صحن البكتيريا التي كان يجري عليها تجاربه في المعمل، فلاحظ في اليوم التالي أن عفن الخبز قد تسبب بقتل الكثير منها، وأوقف نمو ما تبقى! ولكنه لم يستطع اكتشاف البنسلين حرفياً وإنما دل الناس على الفكرة!
«هوارد فلوري» و«إرنست تشين» هما من قاما باستخلاص البنسلين من عفن الخبز!
إلى هنا تبدو القصة عادية، فإليكم ما هو غير عادي!
كان الفراعنة في مصر يضعون الخبز المتعفن على الجرح، ثم يربطونه بضمادة لعدة أيام فيُشفى، وقد دونوا في مخطوطاتهم الطبية التي استطاع الناس قراءتها بعد أن تمكن شامبليون من فك رموز الهيروغليفية: أنه كلما زادت كمية العفن في الخبز تماثل الجرح للشفاء بطريقة أسرع!
اكتشاف البنسلين بعد آلاف السنوات من علاج الفراعنة للجروح بالخبز المتعفن يثبت بالدليل القاطع أن كثيراً من علوم الأمم الغابرة قد ضاع وطواه الزمن، وأن الناس قد استغرقوا سنوات طويلة لإعادة اكتشاف ما اكتشفه الأوائل، إذا كانت هذه هي الحال اليوم مع كل هذا التقدم، فكيف كانت لتكون لو أن كل علوم البشرية بقيت! تخيلوا أن ابن النفيس تحدث عن الدورة الدموية قبل مئات السنوات من مجيء «وليام هارفي» للحديث عنها، لتسجلها البشرية باسم الأخير، ويضيع حظ الأول!بقلم: أدهم شرقاوي
لاحظ «فليمنج» أن البكتيريا تتأثر سلباً بعفن الخبز، وهذه الملاحظة جاءت عن طريق الصدفة، ولكن الصدف لا تلقي بمعارفها إلا للعقول المستعدة لالتقاطها، فقبل نيوتن مثلاً سقط تفاح كثير، ولكن من باب الصدفة سقطت تفاحة أمام نيوتن، فأعمل عقله فيها، فاكتشف قانون الجاذبية!
وبالعودة إلى «فليمنج» فإن الرواية تقول إنه نسي قطعة خبز متعفنة قرب صحن البكتيريا التي كان يجري عليها تجاربه في المعمل، فلاحظ في اليوم التالي أن عفن الخبز قد تسبب بقتل الكثير منها، وأوقف نمو ما تبقى! ولكنه لم يستطع اكتشاف البنسلين حرفياً وإنما دل الناس على الفكرة!
«هوارد فلوري» و«إرنست تشين» هما من قاما باستخلاص البنسلين من عفن الخبز!
إلى هنا تبدو القصة عادية، فإليكم ما هو غير عادي!
كان الفراعنة في مصر يضعون الخبز المتعفن على الجرح، ثم يربطونه بضمادة لعدة أيام فيُشفى، وقد دونوا في مخطوطاتهم الطبية التي استطاع الناس قراءتها بعد أن تمكن شامبليون من فك رموز الهيروغليفية: أنه كلما زادت كمية العفن في الخبز تماثل الجرح للشفاء بطريقة أسرع!
اكتشاف البنسلين بعد آلاف السنوات من علاج الفراعنة للجروح بالخبز المتعفن يثبت بالدليل القاطع أن كثيراً من علوم الأمم الغابرة قد ضاع وطواه الزمن، وأن الناس قد استغرقوا سنوات طويلة لإعادة اكتشاف ما اكتشفه الأوائل، إذا كانت هذه هي الحال اليوم مع كل هذا التقدم، فكيف كانت لتكون لو أن كل علوم البشرية بقيت! تخيلوا أن ابن النفيس تحدث عن الدورة الدموية قبل مئات السنوات من مجيء «وليام هارفي» للحديث عنها، لتسجلها البشرية باسم الأخير، ويضيع حظ الأول!بقلم: أدهم شرقاوي