تؤشر الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى حقيقة أنه لم يعد في مقدور الحكومة الإسرائيلية الاختباء خلف مزاعم مُعاداة السامية، لمنع أي انتقادات ضد حرب الإبادة التي تشنها في قطاع غزة، وقد سمعنا السيناتور الأميركي بيرني ساندرز يوجه نقدا لاذعا لادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن المظاهرات التضامنية مع غزة في الجامعات الأميركية «مُعاداة للسامية»، وقال في منشور على منصة إكس: «كلا، يا سيد نتانياهو، إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة التي قتلت أكثر من 34 ألف فلسطيني، 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال، وجرحت أكثر من 77 ألفا، خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 6 أشهر، ليس معاداة للسامية أو تأييدا لحماس».
وأضاف: «لا تستهزئ بذكاء الشعب الأميركي عبر مساعيك صرف انتباهنا عن السياسات العسكرية الفاشلة وغير الأخلاقية لحكومتك المتطرفة والعنصرية».
وأردف: «لا تستخدم معاداة السامية لصرف الانتباه عن الاتهامات التي تواجهها من المحاكم الإسرائيلية.. محاسبتك على أفعالك ليست معادية للسامية».
ما يحدث في الولايات المتحدة، تحول مهم للغاية، على صعيد الرأي العام، فمن لوس أنجلوس إلى نيويورك وواشنطن، مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، شهدنا موجة من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، حيث شملت الاعتصامات والمظاهرات جامعات مرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن، وهو ما يعيد للأذهان الاحتجاجات على حرب فيتنام، وهو تحول لابد من التوقف عنده ملياً على اعتبار أنه يؤشر إلى حقيقة أن العدوان على غزة لم يعد من الجائز استمراره بأي حالٍ من الأحوال.