غير أن ما يمكن وعيه منذ اليوم، بغض النظر عن دلالة تأثير هذه العملية على العزيمة، والمشاريع القانونية، للدولة الغربية، التي يعود فيها اليمين وحلفاؤه، لمنع صدور أي منظومات، تحد من ثقافة العنف والكراهية ضد المسلمين تحديداً، لكن الصدمة الشعورية والوجدانية، ومن يرصد موقف وخطابات رئيسة الحكومة النيوزلندية، والتأثر العاطفي لمواطنيها الغربيين، يدرك أن نصب الشهداء، مثّل رسالة مختلفة عن كل الجدل الماضي، بين العالم الغربي والمسلمين.
خاصة لو أجيدت اللغة المدنية، والخطاب الأممي وفكر الحقوق المدنية لمسلمي الغرب، الذي لم يُفعّل، ثم دلالات ذلك السمو والأخلاق الحضارية والمشاعر الإنسانية، التي وقف أمامها الغربيون، وهم يشاهدون روح العدل والصبر والانصاف، بين أهالي الضحايا والمكلومين.
هنا نقف أمام دلالة هذه الفكرة وحاجتها لمنابر ومؤسسات تتبناها، ضمن فكرة التحالف الحضاري للإنسانية، الذي يجمع ذوي القيم المشتركة، وليس التحالف الدعائي المنافق بين الغرب الرسمي والحكومات المستبدة.
وحيث إن قطر اليوم قد خرجت بالفعل بتصورٍ جديد، شكّلته الصدمة من جريمة الحصار لشعبها، فهذا يعطي مساحة كبيرة لمراجعة الخطاب، الذي تحتاجه لكي يقدم للوطن العربي والأمة الإسلامية والأسرة العالمية باسمها، وأمام اشتداد الأنظار اليها في ظل قرب تنظيم كأس العالم، فإن هناك مساراً مهما للدوحة، تستطيع التصدر فيه، دون أن يكون لأي مسيء مغرض، طريقاً لاتهامها أو الترويج ضدها.
إن اختيار جاسيندا ارديرن رئيسة الحكومة النيوزلندية، التي نجحت في بعث رسالة قوية عقلاً ووجداناً لضحايا شعبها وللمسلمين في العالم، قناة الجزيرة لأول لقاء تليفزيوني خاص، يؤكد مساراً مهماً للدوحة، وهو مساعدة هذا التحالف المدني الحضاري والمنابر العالمية له، وخاصة خطاب مسلمي الغرب، إلى شركائهم وخطاب شركائهم الوطنيين في الدول الغربية لهم، عبر المؤسسات الإعلامية الناطقة بالعربية وباللغات الأجنبية، فهنا سيركز المواطن المهجري، والمواطن الغربي المهتم، والحراك الاجتماعي على منصات قطر الإعلامية، ومن خلال هذه التغطية، سيجد الإسلام الحق، منبراً لتقديم رسالته الأخلاقية للعالم.
إن من المهم للغاية، إدراك أن مستقبل مسلمي الغرب، يقوم على تفاعلهم، مع مجتمعاتهم الوطنية الجديدة، التي يولد بها اليوم الجيل الرابع، وأن فرص ثباتهم وسلامتهم وتنمية مستقبلهم، تقوم على هذا التفاهم الحقوقي، وانتزاع منظومة تشريعية، تكبح اللعبة السياسية التي تمارسها الأحزاب اليمينية، والتيار الالحادي والجنساني الحديث، الذي يعمل على شيطنتهم، وحرمانهم من الشراكة الحقوقية.
فالحدث اليوم يقدم صورة ورسالة عنيفة في الأعماق، أن المسلمين في الغرب ضحايا، لمثل هذه التابوهات السوداء، ويزداد التساؤل والاهتمام بين الأجيال الغربية، ما هي الحقيقة حول الإسلام، وما واجبنا تجاه مواطنينا المسلمين، هنا تكمن دقة الرسالة، التي تستطيع أن تعززها الدوحة بوعيها الجديد، لكنه وعي يحتاج إلى بنية بشرية وفكرية، لا تكرر أخطاء الخطاب الشعبي التعبوي العربي، بل تؤسس لخطاب العقل والحقوق الرشيد.
ولذلك ليس من الصالح لقطر، أن تُزج المؤسسات الإعلامية التابعة لها في الصراع بين العثمانية الجديدة، والدولة المدنية في الغرب في هذا الملف الحساس، ليس لأن الغرب ليس منحازاً ضد الدولة التركية، بل هو كذلك، لكن تركيا دولة ذات أبعاد قومية وتاريخية، يسعى اليمين الغربي لاستخدامها لتبرير صراعه، وحرف الرؤية عن فضيحة تعصبه وعنصريته.
ومسلمو الغرب يعيشون تحت بند المواطنة الدستورية، ويقدمون الإسلام كفكرة حضارية للعالم روحا ونهضة وعمراناً، وهذه الفكرة، هي من يهزم قوى الاسلامفوبيا، ويعزز الجسر الحضاري لحقوق المسلمين ورؤية العالم عن رسالتهم، لذلك الدوحة يليق بها هذا الموقع والموقف.بقلم: مهنا الحبيل
خاصة لو أجيدت اللغة المدنية، والخطاب الأممي وفكر الحقوق المدنية لمسلمي الغرب، الذي لم يُفعّل، ثم دلالات ذلك السمو والأخلاق الحضارية والمشاعر الإنسانية، التي وقف أمامها الغربيون، وهم يشاهدون روح العدل والصبر والانصاف، بين أهالي الضحايا والمكلومين.
هنا نقف أمام دلالة هذه الفكرة وحاجتها لمنابر ومؤسسات تتبناها، ضمن فكرة التحالف الحضاري للإنسانية، الذي يجمع ذوي القيم المشتركة، وليس التحالف الدعائي المنافق بين الغرب الرسمي والحكومات المستبدة.
وحيث إن قطر اليوم قد خرجت بالفعل بتصورٍ جديد، شكّلته الصدمة من جريمة الحصار لشعبها، فهذا يعطي مساحة كبيرة لمراجعة الخطاب، الذي تحتاجه لكي يقدم للوطن العربي والأمة الإسلامية والأسرة العالمية باسمها، وأمام اشتداد الأنظار اليها في ظل قرب تنظيم كأس العالم، فإن هناك مساراً مهما للدوحة، تستطيع التصدر فيه، دون أن يكون لأي مسيء مغرض، طريقاً لاتهامها أو الترويج ضدها.
إن اختيار جاسيندا ارديرن رئيسة الحكومة النيوزلندية، التي نجحت في بعث رسالة قوية عقلاً ووجداناً لضحايا شعبها وللمسلمين في العالم، قناة الجزيرة لأول لقاء تليفزيوني خاص، يؤكد مساراً مهماً للدوحة، وهو مساعدة هذا التحالف المدني الحضاري والمنابر العالمية له، وخاصة خطاب مسلمي الغرب، إلى شركائهم وخطاب شركائهم الوطنيين في الدول الغربية لهم، عبر المؤسسات الإعلامية الناطقة بالعربية وباللغات الأجنبية، فهنا سيركز المواطن المهجري، والمواطن الغربي المهتم، والحراك الاجتماعي على منصات قطر الإعلامية، ومن خلال هذه التغطية، سيجد الإسلام الحق، منبراً لتقديم رسالته الأخلاقية للعالم.
إن من المهم للغاية، إدراك أن مستقبل مسلمي الغرب، يقوم على تفاعلهم، مع مجتمعاتهم الوطنية الجديدة، التي يولد بها اليوم الجيل الرابع، وأن فرص ثباتهم وسلامتهم وتنمية مستقبلهم، تقوم على هذا التفاهم الحقوقي، وانتزاع منظومة تشريعية، تكبح اللعبة السياسية التي تمارسها الأحزاب اليمينية، والتيار الالحادي والجنساني الحديث، الذي يعمل على شيطنتهم، وحرمانهم من الشراكة الحقوقية.
فالحدث اليوم يقدم صورة ورسالة عنيفة في الأعماق، أن المسلمين في الغرب ضحايا، لمثل هذه التابوهات السوداء، ويزداد التساؤل والاهتمام بين الأجيال الغربية، ما هي الحقيقة حول الإسلام، وما واجبنا تجاه مواطنينا المسلمين، هنا تكمن دقة الرسالة، التي تستطيع أن تعززها الدوحة بوعيها الجديد، لكنه وعي يحتاج إلى بنية بشرية وفكرية، لا تكرر أخطاء الخطاب الشعبي التعبوي العربي، بل تؤسس لخطاب العقل والحقوق الرشيد.
ولذلك ليس من الصالح لقطر، أن تُزج المؤسسات الإعلامية التابعة لها في الصراع بين العثمانية الجديدة، والدولة المدنية في الغرب في هذا الملف الحساس، ليس لأن الغرب ليس منحازاً ضد الدولة التركية، بل هو كذلك، لكن تركيا دولة ذات أبعاد قومية وتاريخية، يسعى اليمين الغربي لاستخدامها لتبرير صراعه، وحرف الرؤية عن فضيحة تعصبه وعنصريته.
ومسلمو الغرب يعيشون تحت بند المواطنة الدستورية، ويقدمون الإسلام كفكرة حضارية للعالم روحا ونهضة وعمراناً، وهذه الفكرة، هي من يهزم قوى الاسلامفوبيا، ويعزز الجسر الحضاري لحقوق المسلمين ورؤية العالم عن رسالتهم، لذلك الدوحة يليق بها هذا الموقع والموقف.بقلم: مهنا الحبيل