ليس صدفة أن يكون هذا التوقيت بالذات هو التوقيت الذي يختاره الرئيس الأميركي ترامب لإعلان الاعتراف بسلطة إسرائيل على الجولان المحتل. فهو التوقيت الذي تتحرك فيه صفقة القرن على أكثر من صعيد وهو التوقيت الذي تعيش فيه الأمة أضعف أطوارها بسبب التناحر الكبير والانقلابات التي أعقبت ثورات الربيع.
ليست سوريا ولا النظام السوري هما المعنيان وحدهما بالقرار الأميركي لأن الرئيس ترامب يعلم أن النظام السوري قد انتهى وأنه مسألة وقت بعد أن فقد شرعيته منذ دخول القوات الأجنبية إلى البلاد وحتى قبل ذلك.
من جهة أخرى لا تمثل الدول العربية أي تهديد للوعد الأميركي الجديد فمصر التي يحكمها الجنرال الانقلابي منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي لا تختلف عن السعودية الغارقة في المستنقع اليمني فهما أعجز من إبداء الرأي في القرار الأميركي رغم كل التصريحات الفضفاضة.
لكن يبدو أن المسألة أعمق من ذلك وأخطر لأنه من المستبعد أن تنفصل صفقة الجولان بين الولايات المتحدة وإسرائيل عن ملف صفقة القرن. ولا يمكن كذلك أن تنفصل عن التوزيع الجديد للأدوار في منطقة الخليج وفي المشرق العربي بشكل عام إذ أن المرحلة تبدو أشبه بتقاسم التركة السورية بعد انتهاء دور داعش وسيطرة القوى الأجنبية على الأرض السورية بشكل شبه كامل ثم انشغال القوى العربية بالصراعات الداخلية.
لكن ما قيمة الاعتراف الأميركي بالسيطرة الاسرائيلية على الجولان ؟ يبدو الأمر للوهلة الأولى بأنه عبارة عن ضوء أخضر عالمي للتطبيع الاسرائيلي على الأرض السورية لأنه يشبه في قيمته الرمزية قرار الولايات المتحدة نقل سفاراتها إلى القدس في اعتراف ضمني بأن المدينة هي عاصمة الكيان المحتل. روسيا احتفلت كثيرا بالقرار الأميركي لأنه يندرج في إطار نفس العملية التي قامت بها عندما ضمّت شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية، أما الموقف الأوروبي فهو لا يستطيع أن يتجاوز السقف الأميركي مهما بالغ في التصريحات المنددة والعاطفية.
النظام السوري إذن عاجز عن الدفاع عن الجولان وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير الأرض منذ أكثر من أربعين عاما وكذلك الدول العربية المنشغلة بترسيخ سلطتها وقبضتها في الداخل خوفا من الموجة الثورية، هذا الوضع هو الذي شجع إسرائيل على بسط يدها في المنطقة مستفيدة من حالة الوهن العام وهو أمر لا يمكن في كل الأحوال أن ينفصل عن الاعتراف الأميركي بصفقة القرن التي تمت بمباركة مصرية سعودية إماراتية من أجل إفشال المسارات الجديدة التي خلقتها ثورات الشعوب.بقلم: محمد هنيد
ليست سوريا ولا النظام السوري هما المعنيان وحدهما بالقرار الأميركي لأن الرئيس ترامب يعلم أن النظام السوري قد انتهى وأنه مسألة وقت بعد أن فقد شرعيته منذ دخول القوات الأجنبية إلى البلاد وحتى قبل ذلك.
من جهة أخرى لا تمثل الدول العربية أي تهديد للوعد الأميركي الجديد فمصر التي يحكمها الجنرال الانقلابي منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي لا تختلف عن السعودية الغارقة في المستنقع اليمني فهما أعجز من إبداء الرأي في القرار الأميركي رغم كل التصريحات الفضفاضة.
لكن يبدو أن المسألة أعمق من ذلك وأخطر لأنه من المستبعد أن تنفصل صفقة الجولان بين الولايات المتحدة وإسرائيل عن ملف صفقة القرن. ولا يمكن كذلك أن تنفصل عن التوزيع الجديد للأدوار في منطقة الخليج وفي المشرق العربي بشكل عام إذ أن المرحلة تبدو أشبه بتقاسم التركة السورية بعد انتهاء دور داعش وسيطرة القوى الأجنبية على الأرض السورية بشكل شبه كامل ثم انشغال القوى العربية بالصراعات الداخلية.
لكن ما قيمة الاعتراف الأميركي بالسيطرة الاسرائيلية على الجولان ؟ يبدو الأمر للوهلة الأولى بأنه عبارة عن ضوء أخضر عالمي للتطبيع الاسرائيلي على الأرض السورية لأنه يشبه في قيمته الرمزية قرار الولايات المتحدة نقل سفاراتها إلى القدس في اعتراف ضمني بأن المدينة هي عاصمة الكيان المحتل. روسيا احتفلت كثيرا بالقرار الأميركي لأنه يندرج في إطار نفس العملية التي قامت بها عندما ضمّت شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية، أما الموقف الأوروبي فهو لا يستطيع أن يتجاوز السقف الأميركي مهما بالغ في التصريحات المنددة والعاطفية.
النظام السوري إذن عاجز عن الدفاع عن الجولان وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير الأرض منذ أكثر من أربعين عاما وكذلك الدول العربية المنشغلة بترسيخ سلطتها وقبضتها في الداخل خوفا من الموجة الثورية، هذا الوضع هو الذي شجع إسرائيل على بسط يدها في المنطقة مستفيدة من حالة الوهن العام وهو أمر لا يمكن في كل الأحوال أن ينفصل عن الاعتراف الأميركي بصفقة القرن التي تمت بمباركة مصرية سعودية إماراتية من أجل إفشال المسارات الجديدة التي خلقتها ثورات الشعوب.بقلم: محمد هنيد