في مثل هذا اليوم من العام 1364م وُلد «المقريزي»! كان يُلقب بشيخ المؤرخين العرب، ويُعدُّ كتابه «السلوك لمعرفة دول الملوك» تحفة تاريخية أدبية، لما فيه من كثرة الأخبار والروايات، توّجها بلغة بلغت من المتانة مبلغاً كبيراً!
ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن المقريزي كان أحد أهم علماء الاقتصاد في تاريخ البشرية، فله فلتات اقتصادية، وآراء متناثرة في كتبه تثبت كم كان الرجل نابغة اقتصادية قلّ أن يكون لها نظير في عصره!
في العام 1579م عرف العالم «قانون غريشام» وقد وضعه الاقتصادي الإنجليزي الشهير توماس غريشام. وملخص هذا القانون أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق. وفي الحقيقة كان قانون غريشام اجترارا لما كتبه المقريزي قبل مائتي عام في رسالته «إغاثة الأمة بكشف الغمة» تناول فيها المجاعات والكوارث الاقتصادية التي لحقت بمصر، وخلص فيها إلى أن أحد أسباب المجاعات والهزات الاقتصادية هو رواج النقود أو بتعبير أدق غش النقود عن طريق سك العملات النحاسية بدلاً من العملات الذهبية والفضية، وهذه هي مأساة الاقتصاد العالمي اليوم حيث تُطبع العملة الورقية بكثرة دون أن يكون وراءها تغطية ذهبية تناسب قيمتها!
يأخذ المقريزي في فكره الاقتصادي بمبدأ السببية ويرفض مبدأ القدرية رفضاً قاطعاً. بمعنى أدق وتعبير أبسط فهو يرى أن الكوارث إذا عُرفت أسبابها سهل علاجها، وأن المجاعات والهزات الاقتصادية ليست شيئاً مفروضاً على الإنسان من علٍ كالموت مثلاً، وإنما هي ظواهر مادية اجتماعية لم تلازم البشر دائماً، ولكنها تحدث إذا وقعت أسبابها وترتفع إذا عملنا على إزالة هذه الأسباب، كان المقريزي كأنما يقول ما قاله بعده محمد الغزالي بمئات السنوات: الإنسان مُخيّر فيما يعلم مُسيّر فيما لا يعلم، فكلما اتسعت معرفته اتسعت حريته!
ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن المقريزي كان أحد أهم علماء الاقتصاد في تاريخ البشرية، فله فلتات اقتصادية، وآراء متناثرة في كتبه تثبت كم كان الرجل نابغة اقتصادية قلّ أن يكون لها نظير في عصره!
في العام 1579م عرف العالم «قانون غريشام» وقد وضعه الاقتصادي الإنجليزي الشهير توماس غريشام. وملخص هذا القانون أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق. وفي الحقيقة كان قانون غريشام اجترارا لما كتبه المقريزي قبل مائتي عام في رسالته «إغاثة الأمة بكشف الغمة» تناول فيها المجاعات والكوارث الاقتصادية التي لحقت بمصر، وخلص فيها إلى أن أحد أسباب المجاعات والهزات الاقتصادية هو رواج النقود أو بتعبير أدق غش النقود عن طريق سك العملات النحاسية بدلاً من العملات الذهبية والفضية، وهذه هي مأساة الاقتصاد العالمي اليوم حيث تُطبع العملة الورقية بكثرة دون أن يكون وراءها تغطية ذهبية تناسب قيمتها!
يأخذ المقريزي في فكره الاقتصادي بمبدأ السببية ويرفض مبدأ القدرية رفضاً قاطعاً. بمعنى أدق وتعبير أبسط فهو يرى أن الكوارث إذا عُرفت أسبابها سهل علاجها، وأن المجاعات والهزات الاقتصادية ليست شيئاً مفروضاً على الإنسان من علٍ كالموت مثلاً، وإنما هي ظواهر مادية اجتماعية لم تلازم البشر دائماً، ولكنها تحدث إذا وقعت أسبابها وترتفع إذا عملنا على إزالة هذه الأسباب، كان المقريزي كأنما يقول ما قاله بعده محمد الغزالي بمئات السنوات: الإنسان مُخيّر فيما يعلم مُسيّر فيما لا يعلم، فكلما اتسعت معرفته اتسعت حريته!