منذ أكثر من 76 عاما وقرار إقامة دولة فلسطين مؤجل من أجل إرضاء عيون الدولة الصهيونية ذات الرسالة والأهداف.. وحين لم تتمكن الأمم من أن تقيم الدولة الفلسطينية في المناطق التي حددها الكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا، الذي خصص للدولة اليهودية مناطق الناصرة وصفد وشمال فلسطين حتى رأس الناقورة مع مستعمرة تل الربيع، وممرا آمنا لأداء الصلاة على حائط البراق، وخصصت للعرب من عكا حتى رفح إلى أم الرشراش مع الضفة الغربية.

ومع ما حصل من مؤامرات اغتصبت العصابات الصهيونية المخصصات العربية الساحلية والنقب وإيلات مع القدس الغربية، وفي العام 1967 استكملت اغتصاب فلسطين كاملة مع سيناء المصرية والجولان السورية..

ومنذ عام النكسة 1967 حتى أكتوبر 2023، كانت هناك مقاومة ومعارك وركود وحراك وسكون كاد يؤدي إلى نسيان فلسطين، لكن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 وما تلاه أعاد فلسطين إلى الطاولة، ورغم الفيتو الأميركي لم يمنع العالم الحر أن يهتف تحيا فلسطين، فكان قرار الأمم المتحدة الموافقة على الدولة الفلسطينية، وبفضل المقاومة، فشكرا يا أبطال المقاومة في غزة..

لقد أريتم العالم كله كيف تتقدم الكرامة على الحياة، وكيف يصمد الإيمان للسلاح، وكيف ينتصر الدم على الألم، وكيف يقف المؤمن الحر شامخا في وجه الرصاص..

لقد أكدتم في مقاومتكم أن الشعوب التي تستسلم لا تسلم، ولا يكون لها مستقبل، وإنما الشعوب التي تناضل عن حريتها وكرامتها، لا بد أن تبلغ أهدافها يوما من الأيام، مهما أصابها من أزمات ونكسات..

يا أهل غزة.. يا أهل العزة..

لم يعرف التاريخ أشجع منكم ولا أصبر منكم على الحق، ولا أعظم عطاء وفداء في سبيل الله عز وجل..

يا أهلنا في غزة..

رغم الشهداء والجراح.. أنتم منطلق المستقبل الوطني المأمول للعرب والمسلمين.. ومهما كان الجرح عميقا فلنواصل المقاومة، فهذا العدو لا يفهم سوى لغة السلاح، لو قدمت فلسطين ملايين من الشهداء والجرحى لنواصل المقاومة..

لا نريد وقف إطلاق نار.. نريد حربا مستمرة،

وما النصر إلا صبر ساعة..