لا يزال الكلام جاريا حول خطة أميركية لإخراج القوات الروسية أو التي ترعاها روسيا، حيث توجد في وسط وجنوب ليبيا. وأثير الموضوع مرة أخرى مؤخرا بنقل بعض المصادر الإعلامية وغيرها أن الأميركان يشرفون على تدريب قوة معظم عناصرها من الغرب الليبي بهدف تحريكها لطرد القوات المدعومة من روسيا من البلاد.
بداية.. من المهم التذكير أن الموضوع طرح على طاولة البحث والنقاش منذ سنوات، وتحديدا بعد الحرب التي شنها حفتر على الغرب الليبي ولعب فيها مرتزقة فاغنر دورا حيويا، ونقلت بعض المصادر المطلعة أن البريطانيين كانوا وراء خطة إخراج الروس عبر عمل عسكري ليبي مدعوم من الخارج، وبحسب بعض المصادر فإن شخصيات بريطانية عسكرية ودبلوماسية رفيعة ناقشت هذا المقترح مع مسؤولين في حكومة الوفاق في نهاية عهدها، إلا أنها لم تجد استجابة منها.
التحدي أمام هذه الخطة، في حال التأكد من صحتها، هو في كيفية وصول القوة الجديدة، «الفيلق الليبي»، إلى المناطق التي يوجد فيها الروس في وسط وجنوب البلاد، والضمانات لأن تحقق الهدف منها، والأهم من ذلك هي التداعيات المحتملة والتي ستنجم عن هذه المواجهة.
إن خطة إخراج الروس لن تكون فقط عبر قوة عسكرية على الأرض، وإنما تتطلب عملية عسكرية واسعة يكون لسلاح الجو فيها دور أساسي، وهذا يعني أن طرفا دوليا سيشارك بشكل مباشر (الأتراك مثلا)، وهنا تصبح الخطة ذات بعد دولي وتقود إلى مواجهات قابلة للتوسع، وغير معلومة النتائج، سياسيا وعسكريا، وما يلحق ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية.
والخلاصة أن إخراج الروس يتطلب أكثر من إعداد قوة عسكرية مدربة ومسلحة، وأن هكذا خطة بحاجة إلى تهيئة الظروف السياسية والعسكرية والأمنية على مستوى الغرب والشرق الليبي.