+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 945 للميلاد وُلد «الصاحب بن عباد» أشهر وزراء الدولة البويهية، وأشهر أدبائها وشعرائها، كان له باع طويل في الحكمة والطب والمنطق وسمي بالصاحب لأنه صحبَ الملك مؤيد الدولة البويهي من الصبا!
يقول الصاحب بن عباد: ما أخجلني قط غير ثلاثة، منهم أبو الحسن البويهي، فإنه كان في نفرٍ من جلسائي على مائدتي، فقلتُ له وقد أكثر من أكل المشمش: لا تأكله فإنه يُلطخ المعدة!
فقال: ما يعجبني من يُطبب الناس على مائدته!
وآخر قال لي وقد خرجتُ من دار السلطان وأنا ضجرٍ من أمرٍ عرضَ لي: من أين أقبلتَ يا مولانا؟
فقلتُ: من لعنةِ الله
فقال: ردَّكَ الله من غربتك!
وصبي ذكي قلتُ له يوماً وهو يحمل وعاءً مستوراً: ما في الوعاء يا غلام؟
فقال: ولِمَ سترناه؟!
قصة على اقتضابها تصلح أن تكون درساً للحياة برمتها!
من أول حادثة نتعلم أدب الموائد، فالإنسان لا يليق به أن يكون طبيباً على مائدته، وإن كان يريد أن ينصح من قلبه فعلاً! ولكن متى حضر الطعام أغلِقوا عياداتكم، فإن أي ملاحظة ستبدو إهانة للضيوف!
ومن الحادثة الثانية نتعلم أن الآخرين ليسوا «فشة خلق» ولا كيس ملاكمة نُفرغ فيه غضبنا، وقد أحسن الرجل إذ كان حليماً ورد على الصاحب بأدب جعله لا ينسى هذا الرد ويقول أنه قد أخجله!
أما الحادثة الثالثة فتُذكرنا درساً نبوياً شريفاً كنا قد عرفناه من قبل: من حُسنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه!بقلم: أدهم شرقاوي
يقول الصاحب بن عباد: ما أخجلني قط غير ثلاثة، منهم أبو الحسن البويهي، فإنه كان في نفرٍ من جلسائي على مائدتي، فقلتُ له وقد أكثر من أكل المشمش: لا تأكله فإنه يُلطخ المعدة!
فقال: ما يعجبني من يُطبب الناس على مائدته!
وآخر قال لي وقد خرجتُ من دار السلطان وأنا ضجرٍ من أمرٍ عرضَ لي: من أين أقبلتَ يا مولانا؟
فقلتُ: من لعنةِ الله
فقال: ردَّكَ الله من غربتك!
وصبي ذكي قلتُ له يوماً وهو يحمل وعاءً مستوراً: ما في الوعاء يا غلام؟
فقال: ولِمَ سترناه؟!
قصة على اقتضابها تصلح أن تكون درساً للحياة برمتها!
من أول حادثة نتعلم أدب الموائد، فالإنسان لا يليق به أن يكون طبيباً على مائدته، وإن كان يريد أن ينصح من قلبه فعلاً! ولكن متى حضر الطعام أغلِقوا عياداتكم، فإن أي ملاحظة ستبدو إهانة للضيوف!
ومن الحادثة الثانية نتعلم أن الآخرين ليسوا «فشة خلق» ولا كيس ملاكمة نُفرغ فيه غضبنا، وقد أحسن الرجل إذ كان حليماً ورد على الصاحب بأدب جعله لا ينسى هذا الرد ويقول أنه قد أخجله!
أما الحادثة الثالثة فتُذكرنا درساً نبوياً شريفاً كنا قد عرفناه من قبل: من حُسنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه!بقلم: أدهم شرقاوي