+ A
A -
أم شهيد.. قالت وهي تستقبل ابنها المفرج عنه من الأسر: أطلقوا سراح الأسرى.. أعيدوا اللاجئين.. ارحلوا من الضفة.. أوقفوا حصار غزة.. أوقفوا قتلنا.. قاطعوا حتى اسمها سوف يعم السلام. معادلة بسيطة.
دكتور جامعي عربي يقول إن زوجته حرمت على نفسها أن تطلق اسم (دولة إسرائيل) المحتلة لفلسطين باسمها وإنه سيقتدي بزوجته لأنه يرى لو أن العرب حرموا على أنفسهم نطق اسمها لتحررت فلسطين منذ زمن ويقول: زوجتي حرمت على نفسها أن تشارك في جريمة احتلال فلسطين وظلمها- وهي كانت عدماً يومها- بأبسط ما بيديها، وهو إبقاء فلسطين حية بلسانها، وتحريمُ لسانها أن تعطي شرفاً للمحتل بنطق اسم اختاره عليها.. فمهما كان الواقع فلا بد من انفراجة حسب الحقيقة المرسومة في العقول والأفئدة.. وإن خالفت تلك الخريطة ما على الأرض مؤقتاً، ولكن الغلبة دائماً لما وقر في الصدر ولو بعد حين.. والدليل هو الكيان المحتل، الذي خطط له مهندسوه منذ نهاية القرن التاسع عشر، فرسموه في أدمغتهم، ثم الورق، ثم ترجموه واقعاً باحتلالهم في القرن العشرين وما نعيشه منذ ذلك اليوم إلى اليوم.. وهو ربما رسالة لدبلوماسيتنا العربية سريعة الفوران والهمدان أن القوم يلعبون على البعيد، وينقلون مشاريعهم عبر الأجيال بكل تفانٍ وإخلاص، وليسوا هوائيين، في بضع سنين لهم ألف رأي ورأي، وألف تراجع وتراجع.. كما وضع الدبلوماسية العربية في العموم إلا من رحم الله.. تقول الرسالة:
لو حرم العرب على لسانهم، أفراداً ومؤسسات الاعتراف بالمحتل فيما أعلن له من اسم، بل لو تمسكوا بمصطلحاتهم الأولى في توصيف المحتل في إعلامهم وصبروا عليها فقط دون حرب ولا رصاص ولا طعن ولا تفجير ولا وساطة سلام وأرض وتطبيع لاستقر الشرق الأوسط منذ أمد، ولما احتجنا إلى الحروب، ولعلم المحتل أنه لا مناص له من إعطاء الناس حقوقهم، وإلا فلن يستطيع في أبسط أشكاله التشجيع على الهجرة إلى فلسطين، ولا الحشد له، إذ كيف يهاجر مهاجر إلى كيان لا ينطق جيرانه حتى باسمه، فضلاً عما فوق ذلك، ولما احتاج بذلك إلى التوسع واحتلال مزيد من الأرض لإحلال المهاجرين، ولما سالت هناك دماء، ولا أقيمت هناك مستوطنات، فقط بتحريم الحرام على لسانكم مدة الثماني والأربعين سنة التي عشتها والقضية الفلسطينية ولكن للأسف، استطاع المحتل انتزاع الاعتراف من العرب عنوة، بدءاً باسمه، حتى اعتادت عليه عقولهم الباطنة، فانتقلوا منه إلى الاعتياد عليها أمراً واقعاً، ليصبح الاسم كما «جرعة الماء» في إعلامهم الرسمي وغير الرسمي، ثم الآن يسعى الجمع العربي المبارك والمهيب إلى خطبة ود المصونة المسكينة البريئة من دماء الأبرياء بعد ما أفاق ضمير العرب بعد ظلمهم لها سبعين سنة، وتقتيل أبنائها يومياً بالطائرات، وسحب أراضيها عنها، واعتقال نسائها وأطفالها.
فهل نقتدي بزوجة الجامعي العربي ولا ننطق باسمها ونستبدله بـ (علانة) محتلة فلسطين وجيش علانة قاتل الفلسطينيين.. وراحت علانة وجاءت علانة.. ونتمسك بمطالب الفلسطينية أم الأسير القدس عاصمة والضفة وغزة وحدة واحدة وعودة اللاجئين حق أقرته الأمم؟!!
كلمة مباحة
حرمت على لساني أن انطق باسمها إلا حين أرتل القرآن باسم يعقوب حين يرد باسمه إسرائيل.بقلم: سمير البرغوثي
دكتور جامعي عربي يقول إن زوجته حرمت على نفسها أن تطلق اسم (دولة إسرائيل) المحتلة لفلسطين باسمها وإنه سيقتدي بزوجته لأنه يرى لو أن العرب حرموا على أنفسهم نطق اسمها لتحررت فلسطين منذ زمن ويقول: زوجتي حرمت على نفسها أن تشارك في جريمة احتلال فلسطين وظلمها- وهي كانت عدماً يومها- بأبسط ما بيديها، وهو إبقاء فلسطين حية بلسانها، وتحريمُ لسانها أن تعطي شرفاً للمحتل بنطق اسم اختاره عليها.. فمهما كان الواقع فلا بد من انفراجة حسب الحقيقة المرسومة في العقول والأفئدة.. وإن خالفت تلك الخريطة ما على الأرض مؤقتاً، ولكن الغلبة دائماً لما وقر في الصدر ولو بعد حين.. والدليل هو الكيان المحتل، الذي خطط له مهندسوه منذ نهاية القرن التاسع عشر، فرسموه في أدمغتهم، ثم الورق، ثم ترجموه واقعاً باحتلالهم في القرن العشرين وما نعيشه منذ ذلك اليوم إلى اليوم.. وهو ربما رسالة لدبلوماسيتنا العربية سريعة الفوران والهمدان أن القوم يلعبون على البعيد، وينقلون مشاريعهم عبر الأجيال بكل تفانٍ وإخلاص، وليسوا هوائيين، في بضع سنين لهم ألف رأي ورأي، وألف تراجع وتراجع.. كما وضع الدبلوماسية العربية في العموم إلا من رحم الله.. تقول الرسالة:
لو حرم العرب على لسانهم، أفراداً ومؤسسات الاعتراف بالمحتل فيما أعلن له من اسم، بل لو تمسكوا بمصطلحاتهم الأولى في توصيف المحتل في إعلامهم وصبروا عليها فقط دون حرب ولا رصاص ولا طعن ولا تفجير ولا وساطة سلام وأرض وتطبيع لاستقر الشرق الأوسط منذ أمد، ولما احتجنا إلى الحروب، ولعلم المحتل أنه لا مناص له من إعطاء الناس حقوقهم، وإلا فلن يستطيع في أبسط أشكاله التشجيع على الهجرة إلى فلسطين، ولا الحشد له، إذ كيف يهاجر مهاجر إلى كيان لا ينطق جيرانه حتى باسمه، فضلاً عما فوق ذلك، ولما احتاج بذلك إلى التوسع واحتلال مزيد من الأرض لإحلال المهاجرين، ولما سالت هناك دماء، ولا أقيمت هناك مستوطنات، فقط بتحريم الحرام على لسانكم مدة الثماني والأربعين سنة التي عشتها والقضية الفلسطينية ولكن للأسف، استطاع المحتل انتزاع الاعتراف من العرب عنوة، بدءاً باسمه، حتى اعتادت عليه عقولهم الباطنة، فانتقلوا منه إلى الاعتياد عليها أمراً واقعاً، ليصبح الاسم كما «جرعة الماء» في إعلامهم الرسمي وغير الرسمي، ثم الآن يسعى الجمع العربي المبارك والمهيب إلى خطبة ود المصونة المسكينة البريئة من دماء الأبرياء بعد ما أفاق ضمير العرب بعد ظلمهم لها سبعين سنة، وتقتيل أبنائها يومياً بالطائرات، وسحب أراضيها عنها، واعتقال نسائها وأطفالها.
فهل نقتدي بزوجة الجامعي العربي ولا ننطق باسمها ونستبدله بـ (علانة) محتلة فلسطين وجيش علانة قاتل الفلسطينيين.. وراحت علانة وجاءت علانة.. ونتمسك بمطالب الفلسطينية أم الأسير القدس عاصمة والضفة وغزة وحدة واحدة وعودة اللاجئين حق أقرته الأمم؟!!
كلمة مباحة
حرمت على لساني أن انطق باسمها إلا حين أرتل القرآن باسم يعقوب حين يرد باسمه إسرائيل.بقلم: سمير البرغوثي