+ A
A -

لا تزال حركة الجامعات العالمية التي دشنتها الجامعات الأميركية تتفاعل عالميا بعد أن وصل صداها إلى الجامعات الأوروبية وبدأ في الانتشار بشكل أثار قلق النخب السياسية من تمدد مساحة الاحتجاجات. في فرنسا كانت «جامعة السوربون» وقبلها «جامعة العلوم السياسية» أول المساحات الجامعية التي تحركت من أجل التضامن مع شعب غزة أمام حرب الإبادة التي يتعرض لها.

لم يكن هذا غريبا على الثقافة الطلابية والنقابية الفرنسية التي تملك تاريخا قويا في التحركات المناصرة لنضالات الشعوب لكنها المرة الأولى التي تتحرك فيها هذه الجامعات نصرة للقضية الفلسطينية بهذا الزخم وهذه القوة. جامعة العلوم السياسية بباريس هي واحدة من أهم معاقل النخب الفكرية وحاضنة مركزية للفكر السياسي بمختلف مشاربه الأيديولوجية وهو ما يجعل من انخراط هذه الجامعة في الحراك العالمي لنصرة غزة مؤشرا على تحول كبير في وعي منابت النخب الفرنسية.

من جهة ثانية حظي هذا النشاط بحملات واسعة من شيطنة الإعلام الرسمي الخاص والحكومي الداعم التاريخي للمشروع الصهيوني في فلسطين.

لكن في المجمل لم تشكل الحركة الطلابية الفرنسية قوة حقيقة ضاغطة كما هو الحال اليوم في الولايات المتحدة أو في هولندا أو بريطانيا لكنها في الوقت نفسه تمثل نواة لمشاريع مستقبلية تشكل منعطفا في تاريخ الحركة الطلابية الفرنسية. إن التعامل الأمني العنيف الذي أظهرته الشرطة في الولايات المتحدة وفي أوروبا بما في ذلك فرنسا نحو الاحتجاجات الطلابية السلمية وخطاب الشيطنة الإعلامي والسياسي الذي صاحب هذه الاحتجاجات يطرح أكثر من سؤال عن الأسس الحقيقية لمقولات حقوق الإنسان وحرية التعبير في الغرب.

copy short url   نسخ
16/05/2024
65