استضافت قاعة الفكر في معرض الدوحة الدولي للكتاب أمس ورشة دور الأسرة في اكتشاف الموهوبين، وتناولت الورشة التي قدمتها الأستاذة هبة الأشقر، رئيسة القسم النفسي في مركز المعلمة والطفل للاستشارات التعليمية الفرق بين الموهبة والتفوق الذهني، وكيفية التعرف على الموهوبين في الأسرة وصقل تلك المهارات من جوانب عديدة، وحضر الورشة التي استمرت ساعة كاملة مجموعة من أولياء الأمور والمعلمين في المدارس، وشهدت الورشة تفاعلا كبيرا من قبل الحضور أثرى ورشة العمل، وذلك من خلال طرح الاستفسارات المختلفة ومشاركة التجارب الاجتماعية والتعليمية، وقدمت الاستاذة هبة الأشقر أنواع المواهب مثل الموهبة الخاصة في مجال معين والمواهب القيادية والقدرات العقلية العامة، وكيفية التعرف عليها.
واستشهدت الأشقر بمجموعة من العلماء العرب والمسلمين كأمثلة للعقلية المتوقدة والمواهب المبدعة مثل العالم ابن خلدون، الذي برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ، وبنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ، والعالم ابن سينا الذي اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، والأمام الشافعي الذي اشتهر بالذاكرة المتقدة والقدرة على الحفظ والفهم من المطالعة الأولى، وتطرقت الأشقر إلى أهمية تنمية قدرات الأطفال الموهوبين، من خلال الابتعاد عن الجمود التربوي والرقابة الداخلية والخارجية والتي عرفتها بالارتباط بالمؤثرات الخارجية كمنع الطفل عن موهبته لأسباب اجتماعية، أو أسرية، كما ركزت الأشقر على شرح كيفية اكتشاف الموهبة والتفرقة ما بينها وبين نشاط الحركة المفرط أو التفوق العقلي، ونوهت بأن العقلية ذات القدرات العامة يجب أن لا تقل درجة ذكائها عن 130، وما دون ذلك لا تعتبر عقلية ذات قدرات عامة أو موهوبة.
كما تطرقت الأشقر إلى أهمية نظام التعليم في صقل المواهب من خلال تكليف الطلاب بالأبحاث بدلا من القراءة والحفظ من الكتب، مشيرة إلى أن نظام التعليم بالتكليف كتكليف الطالب بإنجاز أبحاث معينة تتناسب مع قدراته وسنه، فذلك ينمي عقله ويجعله يفتح العنان للموهبة التي يتميز بها لينطلق في كبره ويخدم المجتمع الذي ينتمي إليه، من خلال الموهبة التي تميز بها وصقلها من خلال التعليم والبيئة الصحية المحيطة به.
وفي تصريحات صحفية قال الأستاذة هبة الأشقر إن الهدف منها هو تعريف الأسرة بكيفية اكتشاف الموهوبين والطرق التي يمكنهم من خلال التعرف على الموهبة والتفريق ما بينها وبين الجوانب الأخرى.
وأشادت الأشقر بتفاعل أولياء الأمور والحضور الذي اشتمل على معلمين في المدارس، مؤكدة على أن هذا الاهتمام المتمثل بالحضور والتفاعل يعكس تركيز الأسرة والمدرسة على تنمية المواهب.