في مثل هذا اليوم من العام 1920م أقامت نقابة الأطباء في بريطانيا حفلاً لتخريج مجموعة جديدة من الأطباء بحضور رئيس الوزراء لويد جورج.
اعتلى نقيب الأطباء المنصة وأخذ يُحدث المتخرجين عن أن الطب رسالة ومهنة إنسانية، وأن المال الذي سيتقاضونه سينسونه ولن يبقى لهم إلا أعمالهم الإنسانية ليتذكروها، ثم قال سأروي لكم قصة:
منذ أربعين سنة تقريباً طرقت باب بيتي امرأة وقالت لي: يا دكتور إن ابني في حالة خطيرة، أرجوك افعل شيئاً لإنقاذه، فأسرعتُ غير مبالٍ بالزوابع والعواصف حيث كان منزلها في إحدى ضواحي لندن، وبعد رحلة شاقة وصلنا للمنزل، فوجدتُها تعيش في غرفة صغيرة وابنها الصغير يئن ويتألم بشدة. وبعد أن أديتُ واجبي نحو الطفل ناولتني الأم بعض المال الذي كان أقل بكثير من الأجرة المفترضة، فقلتُ لها: سيدتي لا أريدُ مالاً، أتمنى لابنك الشفاء، وغادرتُ منزلها، وما زلتُ حتى اليوم أتذكرُ كلام الشكر الذي قالته لي والدموع تنهمرُ من عينيها!
وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلامه حتى قفز رئيس الوزراء من مقعده واتجه إلى المنصة، وقال للطبيب: سيدي النقيب لتسمح لي أن أقبل يدك، منذ زمن طويل وأنا أبحث عنك، أنا ذاك الطفل الذي عالجتَه تلك الليلة، فلتسعد أمي الآن فقد كانت وصيتها لي أن أعثر عليك لأكافئك، كيف يمكن لي أن أفعل".
قال له النقيب: حصلتُ على مكافأتي منذ زمن بعيد، كلمات الشكر ودموع أمك كانت أكثر مما أستحق!
ما أجمل أن يكون المرءُ إنساناً، إنساناً فحسب!بقلم: أدهم شرقاوي
اعتلى نقيب الأطباء المنصة وأخذ يُحدث المتخرجين عن أن الطب رسالة ومهنة إنسانية، وأن المال الذي سيتقاضونه سينسونه ولن يبقى لهم إلا أعمالهم الإنسانية ليتذكروها، ثم قال سأروي لكم قصة:
منذ أربعين سنة تقريباً طرقت باب بيتي امرأة وقالت لي: يا دكتور إن ابني في حالة خطيرة، أرجوك افعل شيئاً لإنقاذه، فأسرعتُ غير مبالٍ بالزوابع والعواصف حيث كان منزلها في إحدى ضواحي لندن، وبعد رحلة شاقة وصلنا للمنزل، فوجدتُها تعيش في غرفة صغيرة وابنها الصغير يئن ويتألم بشدة. وبعد أن أديتُ واجبي نحو الطفل ناولتني الأم بعض المال الذي كان أقل بكثير من الأجرة المفترضة، فقلتُ لها: سيدتي لا أريدُ مالاً، أتمنى لابنك الشفاء، وغادرتُ منزلها، وما زلتُ حتى اليوم أتذكرُ كلام الشكر الذي قالته لي والدموع تنهمرُ من عينيها!
وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلامه حتى قفز رئيس الوزراء من مقعده واتجه إلى المنصة، وقال للطبيب: سيدي النقيب لتسمح لي أن أقبل يدك، منذ زمن طويل وأنا أبحث عنك، أنا ذاك الطفل الذي عالجتَه تلك الليلة، فلتسعد أمي الآن فقد كانت وصيتها لي أن أعثر عليك لأكافئك، كيف يمكن لي أن أفعل".
قال له النقيب: حصلتُ على مكافأتي منذ زمن بعيد، كلمات الشكر ودموع أمك كانت أكثر مما أستحق!
ما أجمل أن يكون المرءُ إنساناً، إنساناً فحسب!بقلم: أدهم شرقاوي