تحول شهر رمضان شهر الصوم والبركات والقربات إلى الله إلى شهر الدمار والخراب والقتل والتدمير الغير مسبوق للمسلمين في سوريا، فالصمت الدولي إزاء المجازر اليومية التي تجري على يد الروس والإيرانيين والمليشيات والنظام العلوي لا يمثل مشاركة دولية في هذه الجرائم فحسب وإنما تمثل عارا على الإنسانية لن يمحى من التاريخ، الذي لم يشهد مثل هذه الجرائم التي ترتكب ضد فئة محددة من الناس هم سنة سوريا وتقوم بها مليشيات طائفية جاءت من أصقاع الأرض على سمع العالم وبصره وبرعاية دولة طائفية هي إيران ونظام طائفي هو النظام العلوي الذي يقوده بشار الأسد ومساعدة دولة لها تاريخ هائل في معاداة المسلمين هي روسيا، وإذا كان التاريخ قد شهد أي جرائم مشابهة ضد الإنسانية من قبل فلم تكن هذه الجرائم تجري علي الهواء مباشرة وعلى شاشات التلفزة وأمام مئات الملايين من المشاهدين الذين يتابعون أحداثها وكأنها أفلام هوليودية وليست حقائق واقعية تجري على الأرض، الغارات التي تجري كل يوم في نهار رمضان على المدنيين في الأسواق والبيوت في حلب وأحيائها المختلفة وإدلب وقراها ومدنها ومعرة النعمان وعشرات القري والمدن في أنحاء سوريا وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا مع صمت مطبق ليس هذه المرة من المجتمع الدولي الذي يشارك في هذه الجرائم وإنما حتى من الدول الإسلامية والعربية المجاورة التي إن لم تتحرك فسوف يصيبها ما أصاب إخوانهم لأنه لم يكن أحد يتوقع قبل خمس سنوات أن يجري في سوريا ما يجري الآن من تدمير للإنسانية وما بنته فيها من قري ومدن وحضارات منذ عشرات القرون، فالذي يجلس آمنا مطمئنا أمام شاشة التلفزة يشاهد ما يجري لأخوانه دون أن يحرك ساكنا لا يعرف ما الذي يمكن أن يلحق به غدا إن ظل علي صمته والاكتفاء بالمشاهدة، فقد كان أهل سوريا قبل خمس سنوات يشاهدون ما يجري بجوارهم في العراق دون أن يدروا أن الدائرة ستدور عليهم لأن النظام الطائفي الذي يحكمهم ليس سوى امتداد للنظام الطائفي الذي سيطر علي مقاليد الحكم في العراق بعد احتلال الأميركان له، ومع ارتفاع صوت العداء المصطنع بين أميركا وإيران منذ قيام الثورة الإيرانية لم يكن أحد يدري عما يدور وراء الكواليس بين الطرفين بدءا من ترتيب المعركة ضد طالبان وإسقاطها في العام 2001 وحتى زرع شريحة في سيارة زعيم طالبان لتسهيل اغتياله بعد زيارته لأيران، الكل يخطط ويرتب ويداور ويناور وقومنا نائمون في العسل ويقولون لن يصيبنا ما أصابهم بينما النار تحرق أطراف أقدامهم وربما تمتد إلى أجسادهم وهم نائمون.
بقلم : أحمد منصور
بقلم : أحمد منصور