يشكل الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة من قِبل جمهورية إيرلندا وإسبانيا والنرويج انعطافا تاريخيا، ويعكس حرص هذه الدول على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابته في وطنه وأرضه واستقلاله.. والتأكيد على عدالة قضيته.
إن انطلاق هذه الدول الكبرى من قناعتها التامة بضرورة المساهمة بحل الدولتين ولإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإحلال السلام والأمان في الشرق الأوسط، تعتبر خطوة متوافقة تماما مع قرارات الإرادة والشرعية الدولية.
ومن الطبيعي أن تفقد إسرائيل صوابها لتوجه تحذيراتها للدول المعنية وتسحب سفراءها، وتعلن بدء الخطوات الخاصة بفرض عقوبات على السلطة الوطنية وتسريع وتيرة الاستيطان وتوسيعه في الضفة الغربية، من البديهي أن تسعى إسرائيل لخلق العديد من المبررات السخيفة لإفشال مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الاحتلال سيواصل عدوانه على قطاع غزة والضفة الغربية وسيقوم بتوسيعه من أجل تدمير أي أفق سياسي يؤدي إلى نهاية الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، ولعل ما حدث خلال الـ24 ساعة الأخيرة من تكثيف القصف وارتكاتب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 91 شهيدا و21 إصابة يؤكد أن الاحتلال مستمر في التصعيد والقتل والتدمير وارتكاب المجازر اليومية.
ردود الفعل العالمية على خطوة الدول الثلاث بالاعتراف بدولة فلسطين الذي سيدخل حيز التنفيذ في الثامن والعشرين من مايو تؤكد على أن خطوة الاعتراف هي ثمرة جهود ونضال الشعب الفلسطيني الذي يستحق الإنصاف من أجل الوصول إلى أهدافه وفي مقدمتها إقامة دولته الفلسطينية.