الملتقيات الثقافية لها دور محوري في تفعيل الحراك الفكري الثقافي المستدام.. وتكون مقصداً للتثقف والتعلّم.. وتسهم في التمكين والتطوير للمبادرات الإبداعية المبتكرة.. كونها منارات ثقافية تروي سيرة المجتمعات والحضارات.. والعلماء والنبلاء.. وتسهم في توثيق المعرفة وتسويقها للأجيال.. ومعارض الكتب

تعتبر إحدى المنارات المُشرَّعة نوافذها على كنوز ومنصّات الثقافة والمعرفة عبر تفعيل الاستدامة الثقافية التي تعد نهجاً إبداعياً يدعم مفهوم التنمية المستدامة.. وعنصراً فاعلاً في التنمية الشاملة وصناعة المستقبل.. في معرض الكتاب الذي أقيم مؤخرا لفتت نظري لوحة «الباب القديم» للفنانة التشكيلية القطرية المبدعة التي كانت ولا زالت محافظة على تميزها وبريقها وحضورها اللافت (منيرة العبيدلي) منطلقة في كل اتجاه في فضاءات الفن التشكيلي الجميل بأجوائه ورواده وفرسانه.. (الباب القديم) كان الأجمل والأبرز والأمتع في هذا الملتقى الثقافي الكبير الثري والمثري.. واستطاعت ريشة الفنانة المبدعة أن تسكن ساحة الإبداع من أوسع أبوابه.. «الباب القديم» يشير إلى عدد من

المعاني والدلالات والإشارات فهو صنو البيت بمعناه المحدد.. ويتسع إلى معانٍ كبيرة ودلالات عميقة.. للحياة أبواب وللسماء أبواب.. الباب وريث الواقع والرمز والمجاز.. وهو من الضرورات الاجتماعية والنفسية والكمالية والرمزية بمعانيها المطردة.. (الباب القديم) كواقع مادي هو مفتاح البيت وحارسه ومفكُّ أسراره ولغزه الأول ومدخله ونفقه المباشر ومكونات ومكنونات وخفايا وأسرار البيت الصغيرة والكبيرة.. وعنوان البيت الدال عليه.. لهذا قيل إن البيت يُعرف من بابه، والكتاب يعرف من عنوانه.. ولا أعرف -شخصياً- حتى اليوم وفي العصر الحديث أن بيتاً ما تخلى عن بابه.. للحاضر أبوابه وللماضي أبوابه.. ولكل إنسان مفتاحه وأبوابه.. رجال ونساء.. كل شيء له باب.. بآلياته المجازية والرمزية.. لوحة «الباب القديم» اجتهدت فيها الفنانة الرائعة منيرة العبيدلي وأبدعت، وأجادت في إضفاء لمساتها الخاصة في تحويل هذه اللوحة إلى باب خشبي حقيقي وإلى مساحة من التأمل التشكيلي عبر ريشتها الساحرة وألوانها الباهرة ببصيرة الفنانة الملهمة، ليحكي قصة الدوحة وضواحيها القديمة المتاخمة للصحراء والبحر.. «الباب القديم» عمل تشكيلي جميل لفنانة جميلة في ملتقى ثقافي جميل.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.