تساءلت الفنانة هدية سعيد عن سر غياب الفنان غانم السليطي عن المسرح، مؤكدة أن السليطي ومجموعة من الفنانين والنجوم القطريين أصحاب البصمة والشعبية الكبيرة على مستوى الخليج والوطن العربي، مازالوا بعيدين عن خشبة المسرح، فلم يشاركوا منذ سنوات طويلة في مهرجان الدوحة المسرحي الذي يطل علينا عام بعد الآخر بضيوفه ونجومه وبدماء جديدة من المواهب المسرحية التي تنتظر الدعم منا جميعاً، موضحة أن هذه المواهب الشابة في أمس الحاجة إلى خبرات السليطي وصلاح الملا وسعيد المناعي وغيرهم من النجوم أصحاب الخبرات والمسيرة المضيئة في تاريخ الفن القطري، هدية سعيد تحدثت من القلب في حوارها مع «الوطن »، لتتطرق إلى العديد من المحاور الهامة عن المسرح ومهرجان الدوحة المسرحي الذي يفتتح أبوابه اليوم ولمدة 11 يوماً متواصلة.
{في البداية ما هي رؤيتك للنسخة الـ 36 لمهرجان الدوحة المسرحي والتي تنطق اليوم؟
- أرى أن هذه النسخة ستكون مميزة جداً نظراً لعدد الضيوف والنجوم الذين سيشرفون المهرجان من دول الخليج والدول العربية، فوجود هذا العدد الكبير من الضيوف سيكون بمثابة الدعم الكبير لكل المشاركين في هذه النسخة من الشباب والفنانين الكبار أيضًا، فهي فرصة للاستفادة من رؤيتهم وآرائهم، وكذلك هي فرصة مهمة لتبادل الآراء والخبرات واكتساب المزيد من الخبرات بالنسبة للشباب، لذا أنا أنظر إلى المهرجان باعتباره ورشة مسرحية كبيرة يستفيد منها الجميع.
{من الواضح التنوع الكبير في الأفكار والعروض بالنسبة للمهرجان والفعاليات المصاحبة له، فكيف رأيتِ فعاليات وعروض هذا العام من خلال رؤيتك لجدول المهرجان الذي أعلن قبل أيام؟
- هناك تنوُّع ملحوظ بالفعل، فالعام الماضي على سبيل المثال كان هناك مسرح الجاليات، وكنت سعيدة جداً بهذه الفكرة المميزة، حيث تعرفت على ثقافة كل بلد مشارك من الجاليات التي شاركت في هذا الحدث المسرحي الكبير، واستفدت كثيراً على المستوى الشخصي كما استمتعت بكل المواهب المشاركة، حيث عبرت كل جالية عن ثقافتها وبيئتها ومسرحها، ولم أشاهد أي دولة خليجية قدمت هذه الفكرة من قبل، أما العام فالشيء المختلف والمميز من وجهة نظري قبل بدء العروض والحكم عليها هو كثرة الضيوف الذين سيعود بالنفع على المشاركين ويثري الفعاليات بشكل كبير.
{كيف رأيتِ جدول المهرجان والمشاركين فيه؟
- رأيت مشاركة واسعة من الشباب، ولكن هناك نقطة مهمة جداً أثرت في نفسيتي، فمن خلال متابعتي لجدول العروض والأسماء المشاركة من الفرق الأهلية والمؤسسات الخاصة استشعرت بأننا لا نمتلك «صف ثاني» من الفنانين، وهي أزمة أراها كبيرة ومؤسفة جداً، كما أحزنني غياب العديد من النجوم أصحاب الشعبية والجماهيرية كالفنان غانم السليطي والفنان عبد الرحمن المناعي وسعيد المناعي وصلاح الملا، الله يحفظهم، فلا أرى أي سبب لابتعادهم عن هذا الحدث وعن المشاركة فيه، فنحن جميعاً نخدم الوطن برسالتنا الفنية وهذا الحدث يمثل الفن المسرحي القطري ويقام تحت راية وطننا الغالي، وأرى أننا نفتقد لخبرات هؤلاء النجوم، فنحن تتلمذنا على أيديهم وتعلمنا منهم واستفدنا واستمتعنا بما قدموه لنا على خشبة المسرح، ونأمل ونتمنى أن يعودوا مرة أخرى لجمهورهم وإبداعهم.
{هل غياب هؤلاء النجوم يؤثر على الطاقات الشبابية؟
- بكل تأكيد.. المسرح أصبح فقيراً، فهؤلاء النجوم هم رأس مال المسرح القطري، وهم أعمدته، وبغيابهم يفتقد المسرح لكثير من بريقه وركائزه، وعلى الجانب الآخر أرى بما لا يدع مجالا للشك أن حضورهم سواء بالمشاركة في العروض أو التواجد في الندوات ومتابعة العروض يعطي الشباب الجدد الثقة والحافز، فعلى سبيل المثال أنا لم أشارك العام الماضي ولكني كنت متواجدة يومياً ورأيت كافة المواهب وهم يبحثون عنا ليتعرفوا على آرائنا وتعليقاتنا وملاحظاتنا كفنانين أصحاب خبرة في المسرح، وكنت أتناقش يومياً معهم وأبدي إعجابي أو ملاحظاتي وأقدم النصائح لهم ليستمروا ويكملوا مسيرتهم بنجاح، فهذه النصائح هي من دفعتني في يوم من الأيام للأمام وجعلتني أتمسك بموهبتي وأطور من نفسي وقت أن كنت في مكانهم وأحتاج كل كلمة وكل نصيحة ومساندة ودعم معنوي.
{لماذا تطالبين هؤلاء النجوم بالمشاركة وأنتِ غائبة ومنقطعة عن المشاركة أيضًا؟
- لست منقطعة.. فلقد شاركت في مسرحية «الأصمعي باقوه» عام 2022، ولا أتعمد الغياب فأنا متواجدة ولكن لا يمكنني المشاركة بأي دور من أجل أن أكون متواجدة، أنا من نوعية الفنانين الذين يهتمون بما يقدمونه للجمهور ولا يمكن أن يظهروا إلا بالدور الذي يضيف لهم ولا يكون مجرد مشاركة لا تترك بصمة في ذاكرة الجمهور، لذا من الصعب أن أوافق على أي دور يسند لي، وهذا ليس غرورا وإنما هو مبدأ تربيت ونشأت عليه في المسرح، لكني في نفس الوقت أقف مع الشباب هم أبنائي ولا أبخل عليهم بالنصيحة أو بالمساندة أبداً.
{من خلال قُربك من الشباب.. ما هي أهم ملاحظاتك ونصائحك لهم؟
- أتمنى من الشباب أن يكثفوا من الورش والندوات، وأن يستفيدوا من النصائح والانتقادات البناءة من النقاد والفنانين، وأتمنى منهم احترام خشبة المسرح وأن يقدموا فنهم ورسالتهم بكل إخلاص من خلال اختيار النصوص التي تعبّر عنهم وعن أفكارهم وبيئتهم وثقافتهم، وأن المسرح ليس مجرد «حفظ» لدور تقدمه في نص ما، فلابد من التعلم والتطور والدراسة المستمرة لصقل الموهبة.