وقف الحاخام يلقي محاضرة عن كذبة ابتدعها هيرتزل، أن فلسطين هي إسرائيل، وانها ملك اليهود، وان سيدنا إبراهيم عليه السلام والد إسحق أبو إسرائيل، هو أول من سكن فلسطين مع زوجته سارة عليها السلام، فانبرى له صحفي عربي، اغتاظ من كذبه وتصفيق الحضور له، فاستأذن أن يعقب، فسمح له رئيس الجلسة، سأله سؤالا: هل تؤمن أن التاريخ اولا ام الدين اولا؟ فأجابه بعد تردد: التاريخ اولا، فقفز الصحفي من مكانه يردد: صدقت يا حاخام صدقت!! فابتسم الحاخام، واعتقد انه انتصر، فقال الصحفي احسنت ولو كنت تعرف تعقيبي على جوابك ما اجبت..!!! نعم التاريخ اولا، والتاريخ يقول عندما جاء ابراهيم عليه السلام من «اور» جنوب العراق هربا من عبدة النار فوجد في فلسطين بشرا وليس «حيوانات» وجد أبناء عمه كنعان وعليهم ملك، وذلك وفق اسفاركم اسمه الصادق ملكي، وكانت عملتهم الشاقل.. وحين ماتت جدتنا سارة وهي جدتكم ايضا ذهب واشترى قبرا لسارة بـ 35 شاقلا - وهي عملتنا وليس عملتكم- والتي كانت الليرة الذي سرقتموه في إطار التطهير لكل ما هو كنعاني، وابن عمي منيف البرغوثي الذي اغتاله الموساد كان يعمل على إحياء هذا التراث فارتقى شهيدا.. فما كان لكم هو نصف قبر سارة- ليس أكثر - خذوه وارحلوا إلى اور.. صفق الحضور وبهت الحاخام.

وتعلمون ان أولى الهجرات البشرية الهامة إلى فلسطين بدأت في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، وهي هجرة الكنعانيين الذين عرفوا باسم الأماكن التي نزلوا فيها، وبعد فترة أصبحت هناك ثلاث لغات: الكنعانية والآرامية - لغة المسيح عليه السلام- والعربية، وظلت فلسطين تسمى أرض كنعان حتى عام 1200 ق. م حينما غزتها القبائل الكريتية.

وأطلقت عليها اسم القبيلة الكريتية فلسطين.. وبقيت وطنا واحدا يمتد حتى الشام والعراق باسم فلسطين.. والآن وبعد اغتصاب بريطانيا هذا الوطن عام 1924 سلمته إلى القلة الصهيونية البيضاء العنصرية كما سلمت جنوب إفريقيا للقلة البيضاء، وكما يقول الدكتور عبد الله النفيسي: «قصة فلسطين المحتلة - في العموم - كقصة جنوب إفريقيا.. أقلية بيضاء تغزو جنوب إفريقيا وتفرض نفسها على أغلبية سوداء وفق نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد). نفس الشيء حصل في فلسطين. الحل في جنوب إفريقيا كان صحيحاً، إلغاء الفصل العنصري، هذا ما يجب أن يحدث في فلسطين المحتلة».. فالعالم الحر اذا كان حرا وعادلا عليه أن يعيد تصحيح الخطأ الذي ارتكبته بريطانيا ويلغي وعد بلفور ويعتذر للفلسطينيين ويعوضهم عن 76 سنة من اللجوء ويكرم آلاف الشهداء الذين سقطوا من أجل العودة لوطنهم.. ويعيد بناء ما هدمتموه من مبان ومؤسسات وبنية تحتية وما قطعتموه من شجر.. لكن نقول لكم ارحلوا واتركوا لنا التراب سنقيم فيه وطن السلام.