في الأسبوع الماضي، كتبت «بيترونيلا وايت» مقالا هزت به أرجاء أوروبا..
فالكاتبة البريطانية التي سخرت حياتها لنشر سموم أفكار النسوية، قد استفاقت أخيرا، ولات حين مندم، لم يعد بإمكانها إصلاح ما أفسدته من حياتها، ولكنها أرادت ألا تشرب الأخريات من الكأس التي شربت هي منها، وهذا تصرف محترم، لأن الاعتراف بالخطأ خيرٌ من الاستمرار عليه حين يتبين أنه خطأ..
أهم الجمل التي لفتت نظري في مقالة بيترونيلا وايت:
- أنا عازبة وبلا أطفال ووحيدة لقد خذلتني الحركة النسوية وخذلت جيلي كله..
- ألتقي مع صديقاتي، جميعنا في منتصف الخمسينات من عمرنا، عاملات ومتعلمات تعليما مرموقا، ولكن هناك فراغا في حياتنا فكلنا عازبات وليس لدينا أطفال..
- أشعر بشكل متزايد كما تشعر صديقاتي المقربات أن الحركة النسوية قد خذلت جيلنا، وأن الفلسفة النسوية قد أصبحت ضارة..
- الحركة النسوية علمتنا أن الأنثى التقليدية هي صورة نمطية اخترعها الرجال لإبقائنا تحت سيطرتهم وبناء على ذلك كنت معادية للرجال إلى حد إبعادهم والآن ها أنا أدفع ثمن ذلك..
- فات الوقت بالنسبة لي ولصديقاتي ولكن لا ينبغي لنا أن نسمح للحركة النسائية بأن تدمر حياة الأجيال القادمة أيضا..
احذري خرابات البيوت:
سيقلن لك لا فرق بينك وبين الرجل، زاحميه وتفوقي عليه، وسيصورن لك الحياة معركة معه، وسيحولنه في عينيك من حبيب مفترض إلى عدو حقيقي..
وأنت في فطرتك تعرفين أنك لا تشبهينه ولا يشبهك، وأنك ولدت لتكوني معه ويكون معك، ولتكملي به ما ينقصك، ويكمل بك ما ينقصه..
وأنك يجب أن تمسكي يده بدل أن تلاكميه، فإنك قد خلقت منه، فإنك بعضه وهو كلك، وأن لا سعادة للمرأة إلا في كنف رجل يحبها ويخاف الله فيها..
سيقلن لك تمردي، هذا المجتمع يحاول السيطرة عليك، وستخوضين معركة تستنزف عمرك كله، ثم ستكتشفين بعد ضياع العمر أنك كنت تحاربين عدوا موهوما اخترعوه لك تماما كما صارع دون كيشوت طواحين الهواء..
جهد مبذول في غير مكانه كلفك أن تخسري العائلة والسكينة شابة، وأن تمضي آخر عمرك وحيدة في بيتٍ مع حيوان أليف..
قتلوا فطرتك في أن تقدمي الرعاية والحب، فعوضتها في قطة وكلب..
سيقلن لك: جسدك ملكك، امنحيه من شئت، وامنعيه من شئت..
ثم ستكتشفين بعد ضياع العمر أنك كنت في هذه الحياة عابرة سرير..
وأن الإنسان حين يتقدم به العمر يشعر بالصقيع وحده، صقيع ترتجف منه الروح مهما حاول إنكاره..
وأن الأخريات السويات لديهن عائلات، وأزواج، وأحفاد، وأنت لا أحد في حياتك لتحبيه ويحبك..
وستكون أغلى أمنياتك التي ستتحسرين عليها دفء حبيب وأمان عائلة..
سيقلن لك: لقد أهانوا المرأة وظلموها..
نعم أهان الغرب المرأة وظلمها..
أهانها في جسدها إذ جعله سلعة، حتى مع دعاية زيت السيارات يجب أن تكون هناك امرأة شبه عارية..
وظلمها حين حملها ما لم تخلق لتحمله، فزجها في سوق العمل، فصارت حياتها كلها سباقا، وتحولت من بانية أجيال سوية إلى آلة إنتاج..
ولكن أنت من الذي ظلمك؟..
فإن كان ثمة رجالٌ ظلموا النساء عندنا، فلأنهم لم يفهموا الرجولة، كما لم تفهمي أنت الأنوثة، وكان واجبك أن تتزوجي، وتنجبي وتصححي المفاهيم..
انظري إلى الأسر السوية في مجتمعاتنا وهي والحمد لله كثيرة..
الأم توضع على الرأس كأنها ملكة الزمان، لأن تحت قدميها الجنة..
والزوجة تكرم وتصان وتدلل، لأن خير الرجال خيرهم لنسائهم..
والبنت يخشى عليها من نسمة الهواء، ويقال للصبي لا لشيء يريده، أما البنت فكأنها أميرة البيت، لأنهن المؤنسات الغاليات..
والعمة والخالة والقريبة هي رحم موصولة معلقة بالعرش..
أنت من دينٍ كانت تحرك فيه الجيوش لأجل عرض امرأة واحدة، فكيف أقنعوك أنك لست غالية؟!..