تتواصل عروض مهرجان الدوحة المسرحي في دورته السادسة والثلاثين، حيث تألق أمس فريق مسرحية «ساعة زمن» لفرقة الدوحة المسرحية، والتي قامت بتأليفها وإخراجها حنان الصادق، وسط تفاعل كبير من الحضور بالإضافة إلى الآراء الرائعة التي تلقاها العرض من الجمهور بعد مشاهدة المسرحية وفي الندوة التطبيقية.
لامست المسرحية قلوب ومشاعر الجمهور، كونها تناقش قضية إنسانية غاية في الأهمية، فقد دار العرض حول الجانب النفسي لكبار السن، فقد تطرق فريق العمل إلى هذه الفئة المهمة في مجتمعنا وما تعانيه من أزمات نفسية تتمثل في الشعور بأن دورها في المجتمع والحياة قد انتهى.
وحول العرض وقصّته قالت الفنانة حنان الصادق إن العرض بشكل عام يناقش قضية غاية في الأهمية، ألا وهي قضية البر بالوالدين وحُسن التعامل مع كبار السن، موضّحة أن رسالة المسرحية هي رسالة إنسانية في المقام الأول، ملامسة لإحساس الجمهور بشكل كبير.
وفي تصريحات صحفية قال الفنان الكويتي داوود حسين: تشرفت بتواجدي في هذا العُرس المسرحي الكبير، وأنا لا أعتبر نفسي ضيفاً لأن قطر لأن قطر بلدي الثاني، فكل المحبة والتقدير للإخوة في مهرجان الدوحة المسرحي على الدعوة التي وُجهت لي بأن أكون متواجداً في هذا الحدث الفني الكبير، وقبلت الدعوة لأنني لا أعتبر نفسي ضيفاً لأن قطر هي بلدي الثاني وتجمعها مع الكويت روابط عميقة ووثيقة في كل المجالات؛ ولارتباطي المسبق لم استطع أن أحضر حفل الافتتاح، ولكني سوف أكون متواجداً في باقي الفعاليات.
وأضاف أيضا: أشكر الجهة المنظمة والقائمين على المهرجان. والشكر موصول أيضاً إلى رئيس اللجنة المنظمة عبد الرحيم الصديقي وكل القائمين على جهودهم الواضحة لإنجاح مهرجان الدوحة المسرحي بدورته الحالية. وأتمنى أن أمثل بلدي خير تمثيل في هذا المحفل الكبير.
وحول المهرجان وفعالياته قالت الكاتبة الكويتية تغريد الداوود: أنا سعيدة جداً بمشاركتي مع هذه الكوكبة من المسرحيين، وفي الحقيقة تشرفت بهذه الدعوة التي تلقيتها من وزارة الثقافة ممثلة بمركز شؤون المسرح، حيث أشارك في هذا العرس المسرحي الكبير لأول مرة.
وتابعت: كما أعتز بهذه الدعوة التي جاءتني من قطر الحبيبة وهي التي تحتضن دائماً المبدعين في مختلف المجالات، وليس في مجال الفن فقط. فلقد تعودنا منها على التميّز والنجاح الكبير فيما يتعلق بتنظيم الفعاليات الكبرى والعالمية. وأضافت الداوود: أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى وزارة الثقافة على تنظيم هذا المهرجان، لأن أفضل استثمار هو الاستثمار في الثقافة، وقطر تستحق أن يكون لديها مسرح يوازي سمعتها العالمية في جميع المجالات، والمسرح في قطر بدأ قوياً على يد رواده الذين تركوا إرثاً وبصمة ستظل باقية ومستمرة، وهذا ما يخلق تحدياً كبيراً هو أن يظل هذا المسرح باقياً ومتواصلاً بنفس المستوى. وأنا أراهن على الشباب والمواهب الشابة في قطر، فبعد أن شاهدتُ العرض الأول بالمهرجان وهو عرض روشتة وجدتُ أنه عرض مبشّر جداً ويوحي بمستوى متقدم لهذا المهرجان. وبالمصادفة أن كان العرض لفرقة انطلقت من المسرح الجامعي، وأنا أيضاً بدأت في مسرح الجامعة. وعبرت عن إعجابها قائلة: إعجابي بهذه الأجواء الرائعة والمواهب المشاركة في هذا الحدث جعلني أمدد فترة حضوري لأواصل المتعة مع ما هو قادم من عروض، وأنا كلي ثقة أن العروض القادمة ستعزز وجهة نظري وتضاعف متعة الفرجة والتفاعل مع تلك الأجواء الرائعة.
وتابعت: من وجهة نظري أفضل ما يتميز به المهرجان بجانب المواهب الشابة الواعدة هو تواجد هذه الكوكبة من النجوم المسرحيين المشاركين في العروض، وكذلك الضيوف المبدعين من كل أنحاء وطننا العربي، واستطردت: معجبة جداً بشعار المهرجان ليكن المسرح مرآة حياتنا، وأرى أن وزارة الثقافة كانت موفقة جداً في اختيار هذا الشعار الذي أعجبني كثيراً؛ ولكن لا بد وأن تكون المرآة نقية وليست ضبابية. نحن نسمو بالمسرح وهذا ما أؤكد وأراهن عليه.
في النهاية أريد أن أوجه كلمة للمواهب والمبدعين المشاركين في هذه الدورة من المهرجان وأقول لهم، إن المشاركة التي تترك الأثر لدى الجمهور هي جائزة أيضاً، فأحيانا تكون للجنة التحكيم معايير وشروط محددة وعدد معين من الجوائز ولكن كل من شارك في هذا العرس المسرحي هو فائز، خاصة من يقدم عمله بصدق وباحترام، إذ يمكننا أن نقدم كل القضايا والموضوعات على المسرح، ولكن لابد أن تكون مشغولة بقدر كافٍ من الاحترام، لا سيما أننا في هذا الوقت تحديداً أحوج ما نكون لتعزيز قضايانا وهويتنا العربية والإسلامية.