احتفلت المملكة الأردنية الهاشمية في الخامس والعشرين من مايو في كل عام بذكرى عيد الاستقلال الثامن والسبعين وهي الذكرى التي تحمل معها عبق التاريخ وحكايات النضال الوطني والكرامة في بلد نكن له كل الحب والاحترام.

وتعتبر هذه الذكرى مناسبة وطنية للاحتفاء بما تحقق من إنجازات وطنية مجيدة خلال السنوات الماضية والتي شهدت الأردن خلالها العديد من الإنجازات والمشاريع العملاقة، ونحن اليوم في سلطنة عمان نشارك الأشقاء في الأردن أفراحهم الوطنية المباركة.

وبالأمس خرجت الأردن عن بكرة أبيها لاستقبال السلطان هيثم بن طارق في زيارته «زيارة دولة» لها في ظل ما تتمتع به البلدان من علاقات ممتازة وتاريخية ونموذجية.

فهذه العلاقات العمانية الأردنية زادت متانة وعمقا، بزيارة السلطان الهامة لعمان كونها تأتي في وقت دقيق يحتاج تكثيف الجهود العربية العربية لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وحتما ستعزز من التوافق بين البلدين في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

واليوم تشهدُ العلاقات الثنائية بين مسقط وعمّان تطورا وثيقا، عززته العلاقات التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ ومواقف الأردن مع السلطنة في بداية عهد النهضة المباركة في واحدة من أقوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين.

وزيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الأردن تمثل خطوة لتعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية التي سوف تتطور في عهد النهضة المتجددة وفي ظل الرؤية الأردنية في تقوية العلاقات بين مسقط وعمّان في مختلف المجالات.

فالاستقبال الحافل لسلطان عمان، وما شهدته الزيارة من مباحثات عميقة، يشير بوضوح إلى حرص القيادتين الحكيمتين على توطيد العلاقات الثنائيَّة القائمة وتعزيزها خاصة وأنها الزيارة لسلطان عمان إلى الأردن وتتزامن مع احتفال المملكة الأردنيَّة الهاشمية باليوبيل الفضي لتولي الملك عبد الله الثاني مقاليد الحُكم وذكرى الاستقلال.

لذا فالزيارة اكتسبت أهمِّيتها من توقيتها أولا، وثانيا من خلال سعي البلدين لتعميق علاقاتهما الراسخة القائمة على أواصر الود والاحترام والعلاقات التاريخية والارتقاء بها لتحقيقِ الأهداف المرسومة والغايات السَّامية لقيادة البلدين الشقيقين.

وستبقى الجسور ممتدة بين مسقط وعمّان، والآمال معقودة أن تخرج زيارة السلطان هيثم بن طارق بنتائح طيبة على كافة المستويات وفي جميع القطاعات لصالح شعبي البلدين.

وعلى مدار العقود الماضية، ظلت العلاقات قوية بين سلطنة عمان والمملكة الاردنية الهاشمية، وستزداد متانة وقوة ورسوخا في عهد السلطان هيثم بن طارق المعظم والملك عبد الله الثاني، لأنهما يسيران على نهج السلام والوفاق وعدم التدخل في شؤون الآخرين.. فهنئيا للأردن باليوبيل الفضي وعيد الاستقلال.. والأردن في خير وأمان واستقرار على الدوام.. والله من وراء القصد.