أجمع ممثلو الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي في كلماتهم، الأربعاء، على ضرورة وقف حرب غزة وإدانة المجازر الإسرائيلية في رفح جنوبي القطاع، ودعم حل الدولتين كمسار سياسي لحل مستدام للقضية الفلسطينية، وقبل ذلك أصدرت محكمة العدل الدولية أمرا بوقف الهجوم البري على رفح فورا، فيما يُنتظر صدور مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية في حرب غزة، بناء على طلب مدعي «الجنائية» كريم خان.

كل ذلك والجرائم الإسرائيلية تتوالى، فبعد بضعة أيام من صدور أمر محكمة العدل الدولية ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بشعة في رفح وصفتها نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) سابرينا سينغ بأنها «مروعة ومفجعة»، وعلى الرغم من كل ذلك لم يتغير شيء، وكل ما نسمعه عن ضرورة وقف حرب الإبادة هذه، ولاحقا البحث في حل الدولتين، هو مجرد كلام لا معنى له على الإطلاق.

لا يمكن وضع المواقف الغربية في سلة واحدة، فقد اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية، وستلي ذلك اعترافات أخرى، لكن الغرب ليس في مقدوره الدفع باتجاه حل ما لم تفعل ذلك الولايات المتحدة، وهذه الأخيرة لم تتحرك بشكل جاد لوقف المذبحة التي تتوالى فصولا في غزة، على الرغم من إدراكها التام بأن ما يحدث أمر مروع للغاية، ولو أن واشنطن، والعالم عامة، تحركوا منذ سنوات، بل منذ عقود للسماح بإقامة دولة فلسطينية ما كنا وصلنا إلى حرب الإبادة هذه بأي حال من الأحوال.