+ A
A -

تتابع الأحداث سريعة داخل الساحة الفرنسية على مستوياتها السياسية والحزبية والإعلامية بعد الرجة الكبيرة التي أحدثتها المذبحة المفتوحة في غزة وتباين ردود الأفعال تجاهها. إن الانقسام الكبير الذي يعيشه الشارع الفرنسي والمتزامن مع موعد الانتخابات الأوروبية قد ضاعف من حرج المؤسسات الرسمية والطبقة السياسية المتعاطفة تاريخيا مع الجانب الإسرائيلي لكنها في نفس الوقت واقعة تحت ضغط شعبي كبير أصبح أكثر إدراكاً لطبيعة المشروع الصهيوني في الأرض المحتلة.تحول البرلمان الفرنسي مؤخراً إلى ساحة مفتوحة للصدام بين التيارات اليمينية الحاكمة بما فيها حركة اليمين المتطرف وبين الأحزاب الاشتراكية وخاصة «حزب فرنسا الأبية» المنافس الأهم لحزب ماكرون والمكونات السياسية المتحالفة معه.

وصل التصادم إلى أوجه مع رفع العلم الفلسطيني داخل البرلمان الفرنسي وما أحدثته العقوبات ضد النائب اليساري «دولوغو» من ردود أفعال سياسية وإعلامية خاصة بعد انخراط الإعلام الرسمي والخاص في شيطنة المقاومة ووصمها بالإرهاب وصولا إلى منح رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو المتورط في مذبحة غزة منبرا للحديث إلى الفرنسيين .

كما أن المجتمع الفرنسي يعيش حالة من الانقسام لا تختلف عن الحالة السياسية بسبب وعي الجاليات المهاجرة والمسلمة وكذلك الرأي العام الفرنسي بجريمة التعتيم الإعلامي التي تمارسها وسائل الإعلام حول القضية الفلسطينية. هذا الوضع المحتقن لن يكتفي على المدى المتوسط والقريب بالتأثير في مجرى الحياة السياسية الفرنسية لكنه على المدى البعيد سيأثر بعمق في صياغة الوعي الجماهيري بعد مشاهد المذبحة الأخيرة.

copy short url   نسخ
06/06/2024
55