اعتدنا في بعض مواقع ومؤسسات العمل انطلاقاً من مبدأ التواصل والتراحم والتنسيق استضافة بعض المشايخ والوعاظ بالتنسيق مع الجهات المعنية والخيرية لإلقاء بعض الدروس الدعوية التوعوية التعريفية بأمور الدين وعادة تتضمن التذكير والترغيب ورد الشبهات والذي حدث معنا في صلاة الظهر من قريب أن الإمام في ذلك اليوم لم يأت بالتشهد الأول في الصلاة بمعنى أتى بالركعتين الأولى والثانية وتبعها بالثالثة بدون الجلوس للتشهد الأول! وهي مسألة فصل فيها العلماء لأنها تحتاج إلى مذاكرة وتأمل، ما يعنيني في الموضوع أن بعض المصلين وقعوا في حيص بيص خاصة الصفوف المتأخرة وجمهور النساء اللاتي يصلين في طابق آخر بين الجلوس وبين القيام وسمعنا أن البعض منهن قطعن الصلاة وأعدنها لاحقاً لأنهن شككن في أدائها بالشكل الصحيح نتيجة الحيص بيص واللغط الذي حصل! مسألة حكم من قام عن التشهد الأول سهواً ـ تكلم فيها الشيخ جزاه الله خيراً ـ بعد الصلاة وبينها للأخوة المصلين وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وبين المسائل الواجبة في الصلاة والسنن والأركان والركن ما تبطل الصلاة بتركه كالركوع والسجود والواجب ما يجبر بسجود السهو إن تركه سهواً كالتشهد الأوسط والمسنون إن أتى به المصلي أجر عليه وإن تركه لم يأثم إلخ، الشاهد في الموضوع أن أخي وزميلي الصحفي والإعلامي اللامع / محمد صالح مشاور / الذي اعتاد أن يضيف للقاءاتنا معنى جديداً ونفساً متجدداً بقفشاته والقفشة النكتة والمداعبة ولحظة المرح العفوية وبوصالح يمتلك شخصية جاذبة نافعة مرحة واثقة هادئة والهدوء عنوان لإنسان واع ومتحضر والعنوان أعلاه بالمناسبة ليس لي إنه للزميل العزيز طرحه عليّ في صيغة سؤال مفتوح وهو يبتسم (ما بال النسوة قطعن صلاتهن؟) والسؤال المفتوح عكس السؤال المغلق الذي تتطلب الإجابة عنه (بنعم) أو لا، السؤال المفتوح يتطلب رداً شاملاً وافياً وهكذا، الشاهد ما يستفاد من العنوان الكثير، لا أقول قطعن أيديهن أو قطعن صلاتهن ولكن أقول ما بال أكثرهن قطعن علاقتهن مع أمهاتهن وآبائهن واخوانهن وأخواتهن وأرحامهن وأبنائهن وأقربائهن من ناحية الأم أو الأب أو الزوج وبعضهن قطعن صلتهن بأزواجهن؟! القطيعة لا تدخل الجنة وسوء الخلق يؤدي إلى النار، وحسن الخلق ببساطة طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى عن الناس وكلام حسن مع الناس والحلم والصبر على المسيء قال النبي صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) وقال أيضاً في حديث رواه أبو داود من حديث عائشة «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» اللهم حسن أخلاقنا وجمل أفعالنا ووفق أحبتنا للخير.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي