هناك ثلاث قضايا وردت، في كلمة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، في افتتاح منتدى الجزيرة الثالث عشر، الذي شاركتُ فيه الأسبوع الماضي، تقاطعت مع الورقة التي تداخلتُ بها مع الزملاء، وهي ذات أهمية كبيرة وتحتاج للمناقشة وتحرير التفكير، في أخطر مستوى وصلت له دول مجلس التعاون الخليجي، وهو هدم الثقة.
أي حالة الانهيار التام للثقة بين دول المجلس في بعضها، وسؤال كيف العبور للمستقبل السياسي للمجلس، بعد كارثة الخليج، وأزمته الكبيرة وهي العزم على استهداف دولة عضو، عسكرياً وسياسياً وإسقاطها اجتماعياً، من واقع المنظومة الخليجية.
والذي لا يقف عند قطر وحدها، بل هو متفاعل في وجدان القلق الكويتي السياسي، الذي برز في المنتدى، وسيظّل حاضراً في أي تقدير مستقبلي لدول أخرى، عن مآل أي توتر مع الدولة الكبرى في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية.
أما الثاني: فهو أن علاقة شعوب المنطقة دينياً واجتماعياً وقومياً، ذات نسيج مشترك، وهي علاقة تسبق قيام الأنظمة، وقد يُستدرك على هذا الطرح اليوم، آثار استدعاء التاريخ الاجتماعي السياسي السيئ، بين مناطق إقليم الخليج العربي، سواءً في فكرة الغزو الديني والقومي لسلطنة نجد خلال ثلاث دول.
أو الصراع الذي دار داخل ساحل الخليج العربي، وتقاذفهم في حروب قبلية، ارتدت عن قيم الإسلام في كلتا الحالتين، واستُدعي الدين والقومية الاجتماعية، لتبرير الغزو أو مقاومته، وبالتالي يجب أن يُدفع باستمرار للمحافظة على علاقات الشعوب ورابطتها، رغم كبائر الإثم السياسية الحقيرة.
والثالث صناعة بوابة أمل واقعية، بحكم استمرار التدافع السياسي في المنطقة، وإن بقاء هذا الأمل، لا يقوم على تقدير الواقع السيئ جداً لمستوى الأزمة، وإنما يعزز بقاء التفكير خارج صندوق المشاعر العاطفية الصاخبة، التي لا يُمكن أن يتولد عبرها الحل.
وهنا يبرز لنا هذا الطريق الثالث، بين مشروع محور أبوظبي، وتأثيرات كل توجهاته على المنطقة، وبين استمرار التفكير بلغة العاطفة الجموح، أو الإغراق في تجسيد الخليج العربي كطرف عاجز كلياً، في لعبة دولية، تنتظر فقط تبدلات المشهد وقوى الهيمنة والرعاية الكبرى.
ليس لأن هذه الهيمنة ليست قائمة بالفعل، أو أن الخليج الذي استطاع بعض أطرافه أن ينقض حركة الربيع العربي، ويحوّلها إلى انتكاسات، له قدرة تغيير كلية أمام قوى الهيمنة، وإنما لكون أن تكريس حتمية العجز، تعزز قدرات هذه الهيمنة التي يحتفل بنَخْبِها ترامب كل مرة.
هنا نعود إلى كيف تختط مراكز الدراسات طريق التحليل، والتقدير الاستراتيجي الثالث، وكيف ممكن أن تتحول بعض الدراسات، إلى فهم عملي، ثم تُقترح خطة تعامل عبر ما طرحه الشيخ حمد بن ثامر، في الفضاء الاجتماعي والسياسي والاستراتيجي، وهذا الاختراق للطريق الثالث، سوف يُحقق لدولة قطر، منصة احترام وثقة، وتعامل أكبر من الجمهور المحايد، أو الجمهور المحتوى من خطاب التصعيد.
أما المسار الأكثر أهمية، فهو إطلاع صُنّاع القرار على مساحة غير منظورة، في ظل تفاعلات الأزمة، بالإمكان أن تُعطي مساحة إيجابية للدولة ومشروع أمنها القومي، وتخلق جسوراً اضطرارية للطرف الآخر ومكانة دولية للدوحة.
هذه المهمة الخاصة قد يتبين من خلالها، أن هناك مساحة ضرورة لابد من ممارستها، كونها تُجنب قطر وتجنب المنطقة مساوئ أكبر، من خلال مخالفة الخط الذي تعتمده أبوظبي في التصعيد، وهو قد يتجسد كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أن تصنع لأخرق.
ويُقصد به ضمن مهام المعروف التي يؤجر بها الإنسان، أن تُهييء لمن لا يُحسن تحقيق مصلحته ودولته، فرصاً إيجابية هي في مصلحة الجميع، في كل الأحوال إن الرصد الواقعي العقلي البعيد عن زخم العاطفة، يمثل أرضية مهمة في الصناعة الاستراتيجية، وهو هنا الطريق الثالث الذي يحتاج إلى بيئة مناسبة له، ليقول كلمة السر الإنقاذي التي تختفي في خطاب الانفعال.بقلم: مهنا الحبيل
أي حالة الانهيار التام للثقة بين دول المجلس في بعضها، وسؤال كيف العبور للمستقبل السياسي للمجلس، بعد كارثة الخليج، وأزمته الكبيرة وهي العزم على استهداف دولة عضو، عسكرياً وسياسياً وإسقاطها اجتماعياً، من واقع المنظومة الخليجية.
والذي لا يقف عند قطر وحدها، بل هو متفاعل في وجدان القلق الكويتي السياسي، الذي برز في المنتدى، وسيظّل حاضراً في أي تقدير مستقبلي لدول أخرى، عن مآل أي توتر مع الدولة الكبرى في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية.
أما الثاني: فهو أن علاقة شعوب المنطقة دينياً واجتماعياً وقومياً، ذات نسيج مشترك، وهي علاقة تسبق قيام الأنظمة، وقد يُستدرك على هذا الطرح اليوم، آثار استدعاء التاريخ الاجتماعي السياسي السيئ، بين مناطق إقليم الخليج العربي، سواءً في فكرة الغزو الديني والقومي لسلطنة نجد خلال ثلاث دول.
أو الصراع الذي دار داخل ساحل الخليج العربي، وتقاذفهم في حروب قبلية، ارتدت عن قيم الإسلام في كلتا الحالتين، واستُدعي الدين والقومية الاجتماعية، لتبرير الغزو أو مقاومته، وبالتالي يجب أن يُدفع باستمرار للمحافظة على علاقات الشعوب ورابطتها، رغم كبائر الإثم السياسية الحقيرة.
والثالث صناعة بوابة أمل واقعية، بحكم استمرار التدافع السياسي في المنطقة، وإن بقاء هذا الأمل، لا يقوم على تقدير الواقع السيئ جداً لمستوى الأزمة، وإنما يعزز بقاء التفكير خارج صندوق المشاعر العاطفية الصاخبة، التي لا يُمكن أن يتولد عبرها الحل.
وهنا يبرز لنا هذا الطريق الثالث، بين مشروع محور أبوظبي، وتأثيرات كل توجهاته على المنطقة، وبين استمرار التفكير بلغة العاطفة الجموح، أو الإغراق في تجسيد الخليج العربي كطرف عاجز كلياً، في لعبة دولية، تنتظر فقط تبدلات المشهد وقوى الهيمنة والرعاية الكبرى.
ليس لأن هذه الهيمنة ليست قائمة بالفعل، أو أن الخليج الذي استطاع بعض أطرافه أن ينقض حركة الربيع العربي، ويحوّلها إلى انتكاسات، له قدرة تغيير كلية أمام قوى الهيمنة، وإنما لكون أن تكريس حتمية العجز، تعزز قدرات هذه الهيمنة التي يحتفل بنَخْبِها ترامب كل مرة.
هنا نعود إلى كيف تختط مراكز الدراسات طريق التحليل، والتقدير الاستراتيجي الثالث، وكيف ممكن أن تتحول بعض الدراسات، إلى فهم عملي، ثم تُقترح خطة تعامل عبر ما طرحه الشيخ حمد بن ثامر، في الفضاء الاجتماعي والسياسي والاستراتيجي، وهذا الاختراق للطريق الثالث، سوف يُحقق لدولة قطر، منصة احترام وثقة، وتعامل أكبر من الجمهور المحايد، أو الجمهور المحتوى من خطاب التصعيد.
أما المسار الأكثر أهمية، فهو إطلاع صُنّاع القرار على مساحة غير منظورة، في ظل تفاعلات الأزمة، بالإمكان أن تُعطي مساحة إيجابية للدولة ومشروع أمنها القومي، وتخلق جسوراً اضطرارية للطرف الآخر ومكانة دولية للدوحة.
هذه المهمة الخاصة قد يتبين من خلالها، أن هناك مساحة ضرورة لابد من ممارستها، كونها تُجنب قطر وتجنب المنطقة مساوئ أكبر، من خلال مخالفة الخط الذي تعتمده أبوظبي في التصعيد، وهو قد يتجسد كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أن تصنع لأخرق.
ويُقصد به ضمن مهام المعروف التي يؤجر بها الإنسان، أن تُهييء لمن لا يُحسن تحقيق مصلحته ودولته، فرصاً إيجابية هي في مصلحة الجميع، في كل الأحوال إن الرصد الواقعي العقلي البعيد عن زخم العاطفة، يمثل أرضية مهمة في الصناعة الاستراتيجية، وهو هنا الطريق الثالث الذي يحتاج إلى بيئة مناسبة له، ليقول كلمة السر الإنقاذي التي تختفي في خطاب الانفعال.بقلم: مهنا الحبيل