يؤشر البيان الصادر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ «160» التي عُقدت بالدوحة، برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى قضيتين في غاية الأهمية، تتمثل الأولى في أهمية هذا الكيان وفعاليته، والثانية في تأثيره إقليميا وعالميا لما فيه مصلحة الأمن والسلم الدوليين.

ففي الموقف مما يتعرض له قطاع غزة، أكد البيان إدانته لاستمرار العدوان الإسرائيلي ووقوف دول مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق خلال التطورات الراهنة في قطاع غزة ومحيطها، مطالباً بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان تأمين وصول كافة المساعدات الإنسانية لسكان غزة، كما حمّل إسرائيل المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي عن انتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة التي طالت المدنيين الأبرياء، وأسفرت عن قتل آلاف المدنيين في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مؤكداً على أهمية إنهاء الحصار المفروض على القطاع، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد وحازم لتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة.

لم يكتف البيان بشجب العدوان الإسرائيلي وإنما حدد رؤيته للحل الشامل عبر اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين، وهذا التأكيد والتفاهم على مركزية القضية الفلسطينية، انسحب على العديد من القضايا الأخرى في المنطقة، حيث بدا جليا أن مجلس التعاون لديه مواقف مبدئية ثابتة حيال جميع القضايا، الأمر الذي يمكن التعويل عليه لبناء مواقف عربية ودولية هدفها أمن واستقرار المنطقة.