يعاني الشعبان السوداني والغُزي والفلسطيني بشكلٍ عام من صراعات مدمرة ومستمرة. في السودان، تتنوع الصراعات بين الحروب الأهلية، والنزاعات القبلية، والأزمات الإنسانية المتفاقمة، وآخرها النزاع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وفي غزة، يعاني الشعب من احتلال وحرب إبادة مستمرة مع إسرائيل، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي، والاعتداءات العنصرية المتكررة على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

الصراع في غزة يحظى بتغطية إعلامية واسعة، سواء في الإعلام العربي أو العالمي. لا ننكر هنا أو نقلل من شأن القضية الفلسطينية ومحوريتها للعالم العربي والإسلامي وللإنسانية كافة. لكن الغرض من هذا الطرح أن نناقش تفاوت التغطية الإعلامية والخلل في الرؤية الإنسانية والأخلاقية والإعلامية على حد سواء للعديد من النزاعات والقضايا الإنسانية حول العالم، وخاصة العربية منها، التي عانت لعقود ولا زالت تعاني من تهميش وإقصاء. حتى وإن تم تسليط الضوء على حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على غزة في الإعلام العربي والغرب.

تعتبر التغطية الإعلامية للأزمات الإنسانية عاملاً حاسماً في توجيه الوعي والرأي والدعم العالمي. يعاني الشعبان السوداني والغزي من صراعات مدمرة ومشتركة في الموت والمعاناة، لكن التغطية الإعلامية لهما تختلف بشكل كبير. يجب أن نعمل على تعزيز التغطية الإعلامية العادلة والمتوازنة لكل الأزمات الإنسانية لضمان أن يحصل جميع المتضررين على الاهتمام والدعم الذي يستحقونه. يجب أن يجمعنا مجتمع إنساني لا يقصي أحداً.