ظهيرة الخميس 16 مايو نقل عن الرئيس الاميركي ترامب، عدم وجود نية للحرب مع طهران، بعد أن انشغل العالم بحسابات التقديرات المختلفة، لاندلاع المواجهة العسكرية بين طهران وواشنطن، في ظل رفع سقف التهديد الإعلامي، والتوتر السياسي، مع تقاطر قطع الأسطول الأميركي، إلى بحر الخليج العربي، ويُلاحظ هنا أن إيران، لم تُبدي اهتماما للاتهام بتفجيرات الفجيرة، ثم الهجوم العسكري بطائرة مسيّرة، لمصفاتي النفط قرب الرياض.
وهو ما يُرجح أن طهران، تأكدت من أن التوجه الأميركي، يستهدف ضرب بعض قدراتها العسكرية والنووية، بأهداف مختارة، ثم يبدأ بعدها التفاوض، في المقابل هناك أمرٌ هو الأكثر تحديداً للقياس عليه، في التوجه الأميركي، وهو أن قدرة لملمة جغرافيا الحرب غير ممكنة، لو اشتعلت على نطاق واسع مع إيران، وامتدت عراقيا ولبنانيا.
فضلا عن أن تغيير قواعد اللعبة كلياً، مع طهران في العراق يستدعي التضحية بمصالح أميركية استراتيجية، منذ الاحتلال، لم تسعى واشنطن لنقضها، بل اشتركت مع طهران في قمع الحراك المدني الشعبي، الذي هدد توازنات العملية السياسية.
لا يوجد شك بوجود مساحة صراع بين القطب الإقليمي والدولي، غير أن منظومة الحرب الشاملة، تعني الكثير، في تعريض واشنطن، لسقوط دراماتيكي للخليج العربي، لم يأت الزمن لتغطيته بخطة بديل، في ظل تدفق مصالح وابتزاز تاريخي، عززه محور أبو ظبي مع إدارة ترامب، فلماذا تسقط المعادلة؟
من هنا العودة إلى موقف طهران الأخير، يأتي في رفضها للعبة المحدودة التي ستمثل مدخلاً مهما لإدارة ترامب، لتحجّم نفوذها، بغض النظر عن دور الضربة العسكرية، وتأثيرها على البنية المعارضة في الداخل، وتعزيز التمرد الشعبي، فرغم المراهنة على ذلك، لعدة دورات إلا أن التمرد الثوري في إيران، لم يحصل خلال المواجهات العسكرية، رغم مراهنة بعض أنظمة الخليج العربي على ذلك.
وبالتالي رسالة طهران في استباق الضربة العسكرية، تقول للولايات المتحدة وشركائها في الخليج، بأن حساباتها لن تقف عند الإطار الأميركي، وستُنفذ هي بدورها، عن طريق أذرعتها، مجموعة الرد الاستباقي، وتكون الرسالة في ذات الوقت، دافعاً لبدأ المفاوضات مع إدارة ترامب، تحت توازن الرعب في منطقة الخليج العربي.
وقد يُعترض على ذلك، بأن الحرب الشاملة أيضاً واردة ضمن عقلية ترامب وطريقة تعامله، فضلاً عن أن هذا التهديد كان موجوداً مع من قبله، وهنا احتمال يُبقي هذا التوقع، لكنه لا يزال ضعيفا، فالحرب المفتوحة تعني ضرورة تواجد أميركي أرضي، وتجهيزات كما جرى في حرب احتلال العراق، أو مواجهة الغزو للكويت، وهي عناصر لم تُرصد، بخلاف التجهيزات لضربة عسكرية محدودة لإيران.
وقد لا يُجزم بسياق التصريحات، بحكم أن قرار الحرب التنفيذي سري، لكن الواقع الميداني الصعب والمعقد، لحرب عسكرية في الخليج، ومصالح الطرفين، تستبعد ذلك، وبالطبع أهم عنصر يبرز هنا هو حجم التهميش، والاستعارة لدول الخليج العربي في هذا الحدث الكبير.
وكيف ساهمت جريمة دول المحور عبر الرياض وأبو ظبي، في مجمل سياساتها، في وضع المنطقة وعربها في هذا المستوى، وتحويلها لأرضٍ معركة رسائل للقوى الكبرى، دون أي قدرة، فضلاً عن العجز السعودي في اليمن، الذي يستمر في تهديد إيران إعلامياً، فيما يسخر العالم اليوم من واقعه مع الحوثي.
إن المؤكد أن ما قامت به دول المحور في 5 حزيران 2017، بدد ما تبقى من جهود تنسيق أو حتى وحدة اجتماعية عربية بين شعوب المنطقة، ودفع الساحل العربي في الخليج إلى هذا المستوى من الضعف والانهيار العاجز، عن تشكيل أي موقف أو قدرة ردع سياسية، وأقصى ما يمكن أن يتم فعله هو محاولة الحياد النسبي، لمواجهة لا يترتب عليها دعم الشعوب التي عانت من إيران، ولا حماية الخليج العربي لأمنه القومي، وإنما تسديد فواتير مفتوحة، ربما اليوم من نفط المنطقة، وغداً من دماء وجغرافيا أرضها، بتطوع أحمق من بعض ساستها.بقلم: مهنا الحبيل
وهو ما يُرجح أن طهران، تأكدت من أن التوجه الأميركي، يستهدف ضرب بعض قدراتها العسكرية والنووية، بأهداف مختارة، ثم يبدأ بعدها التفاوض، في المقابل هناك أمرٌ هو الأكثر تحديداً للقياس عليه، في التوجه الأميركي، وهو أن قدرة لملمة جغرافيا الحرب غير ممكنة، لو اشتعلت على نطاق واسع مع إيران، وامتدت عراقيا ولبنانيا.
فضلا عن أن تغيير قواعد اللعبة كلياً، مع طهران في العراق يستدعي التضحية بمصالح أميركية استراتيجية، منذ الاحتلال، لم تسعى واشنطن لنقضها، بل اشتركت مع طهران في قمع الحراك المدني الشعبي، الذي هدد توازنات العملية السياسية.
لا يوجد شك بوجود مساحة صراع بين القطب الإقليمي والدولي، غير أن منظومة الحرب الشاملة، تعني الكثير، في تعريض واشنطن، لسقوط دراماتيكي للخليج العربي، لم يأت الزمن لتغطيته بخطة بديل، في ظل تدفق مصالح وابتزاز تاريخي، عززه محور أبو ظبي مع إدارة ترامب، فلماذا تسقط المعادلة؟
من هنا العودة إلى موقف طهران الأخير، يأتي في رفضها للعبة المحدودة التي ستمثل مدخلاً مهما لإدارة ترامب، لتحجّم نفوذها، بغض النظر عن دور الضربة العسكرية، وتأثيرها على البنية المعارضة في الداخل، وتعزيز التمرد الشعبي، فرغم المراهنة على ذلك، لعدة دورات إلا أن التمرد الثوري في إيران، لم يحصل خلال المواجهات العسكرية، رغم مراهنة بعض أنظمة الخليج العربي على ذلك.
وبالتالي رسالة طهران في استباق الضربة العسكرية، تقول للولايات المتحدة وشركائها في الخليج، بأن حساباتها لن تقف عند الإطار الأميركي، وستُنفذ هي بدورها، عن طريق أذرعتها، مجموعة الرد الاستباقي، وتكون الرسالة في ذات الوقت، دافعاً لبدأ المفاوضات مع إدارة ترامب، تحت توازن الرعب في منطقة الخليج العربي.
وقد يُعترض على ذلك، بأن الحرب الشاملة أيضاً واردة ضمن عقلية ترامب وطريقة تعامله، فضلاً عن أن هذا التهديد كان موجوداً مع من قبله، وهنا احتمال يُبقي هذا التوقع، لكنه لا يزال ضعيفا، فالحرب المفتوحة تعني ضرورة تواجد أميركي أرضي، وتجهيزات كما جرى في حرب احتلال العراق، أو مواجهة الغزو للكويت، وهي عناصر لم تُرصد، بخلاف التجهيزات لضربة عسكرية محدودة لإيران.
وقد لا يُجزم بسياق التصريحات، بحكم أن قرار الحرب التنفيذي سري، لكن الواقع الميداني الصعب والمعقد، لحرب عسكرية في الخليج، ومصالح الطرفين، تستبعد ذلك، وبالطبع أهم عنصر يبرز هنا هو حجم التهميش، والاستعارة لدول الخليج العربي في هذا الحدث الكبير.
وكيف ساهمت جريمة دول المحور عبر الرياض وأبو ظبي، في مجمل سياساتها، في وضع المنطقة وعربها في هذا المستوى، وتحويلها لأرضٍ معركة رسائل للقوى الكبرى، دون أي قدرة، فضلاً عن العجز السعودي في اليمن، الذي يستمر في تهديد إيران إعلامياً، فيما يسخر العالم اليوم من واقعه مع الحوثي.
إن المؤكد أن ما قامت به دول المحور في 5 حزيران 2017، بدد ما تبقى من جهود تنسيق أو حتى وحدة اجتماعية عربية بين شعوب المنطقة، ودفع الساحل العربي في الخليج إلى هذا المستوى من الضعف والانهيار العاجز، عن تشكيل أي موقف أو قدرة ردع سياسية، وأقصى ما يمكن أن يتم فعله هو محاولة الحياد النسبي، لمواجهة لا يترتب عليها دعم الشعوب التي عانت من إيران، ولا حماية الخليج العربي لأمنه القومي، وإنما تسديد فواتير مفتوحة، ربما اليوم من نفط المنطقة، وغداً من دماء وجغرافيا أرضها، بتطوع أحمق من بعض ساستها.بقلم: مهنا الحبيل