+ A
A -
عندما كان دريد لحام «غوار الطوشة» يقدم مسرحياته في عشق سوريا ويغني «لكتب اسمك يا بلادي ع الشمس ال ما بتغيب. لا مالي ولا أولادي عن حبك يا أغلى حبيب».
لم نتوقع يوما ان يكون ما غناه غوار ما هو الا عمل مسرحي وأن صدى كلماته لن يصل ابعد من قاعة المسرح رغم ان تليفزيون سوريا الرسمي أذاع المسرحية ونقلتها المحطات الفضائية فيما بعد وباتت على ألسنة الصغار والكبار.
سألت ممثلا سوريا معارضا كان مع فرقة غوار: هل لا زال الوطن أغلى من مالك وأولادك، فقال «حط بالخرج» وحط بالخرج في بلاد الشام يعني «انسى» يعني مثل هذه المثل يداس عليها امام المصالح؟ فمن يحب سوريا اكثر من لا مصالح له فيها الا انها وطنه الذي احتضنه وطنه الذي ينتظر ان يضمه ترابه اما من يتغنون بحب سوريا فهؤلاء يغنون لمصالحهم فيها، فهل تعتقد لو ان من يقتل السوريين يقتل من اجل حب سوريا انه يقتل من اجل مصالحه، سألت مواطنا سوريا لجأ إلى قطر وبعد ان عدد من قتلوا ومن حرقوا ومن اغتصبوا ومن هاجروا من قبيلته سألته فيما اذا سيكون هناك تصالح؟ قال: مع العنصرية لا تصالح، ففي سوريا طغت العنصرية، ولم يعد احد يقبل بأحد وترتفع نغمة «لا تصالح» وأمل دنقل الشاعر المصري جسد عدم التصالح في آلت عنصر للقبيلة وباتت الجليلة تطالب عمها الزير سالم ان ينتقم من خالها وكتب على لسانها:
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!EFF
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك.
وكم من سوري قتل والقاتل ابن سوريا، ابن الغوطة الذي حمل السلاح وقاوم الفرنسي وساند الثوار في فلسطين بالسلاح يقتل الثائر ويقول انه يحمي المقاومة يقتل المسلم ويقول انه يحمي الإسلام، في سوريا جريمة كبرى ترتكب وصمت يلف أمة العرب.
السوري لن يصالح والمصري لن يصالح والعراقي لن يصالح والتونسي لن يصالح والليبي لن يصالح والفلسطيني لن يصالح والدم يجر الدم.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
18/06/2016
606