أدى الفلسطينيون في غزة صلاة عيد الأضحى المبارك، فوق الركام، وعلى أنقاض المساجد وفي العراء، مصطحبين أطفالهم وأبناءهم، في أجواء غابت عنها مظاهر الفرحة بقدوم العيد، في ظل العدوان المتواصل للشهر التاسع على التوالي، كما أدى «40» ألف مصل صلاة عيد الأضحى المبارك، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم تضييقات الاحتلال، والاعتداء على المصلين، من قبل قوات الاحتلال التي منعت العشرات من الدخول لأداء صلاة العيد، كما عرقلت حركة المصلين، ومنعت عددا كبيرا من الشبان من الدخول، ما حدا بهم إلى الصلاة خارج أبواب الأقصى المبارك، وهو ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث أدى ثمانية آلاف مصل صلاة العيد في ظل التشديدات وعراقيل الاحتلال.
عرقلة وصول المصلين ومنعهم من أداء شعائرهم في عيد الأضحى المبارك انتهاك جسيم، يضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات، وهو يؤكد مرة أخرى على طبيعة الاحتلال وعنفه وقمعه وانتهاكه لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، ويؤكد أيضا أن هذا الاحتلال ليس في وارد الانخراط في أي عملية سلمية وهو سيواصل نهجه الإجرامي بكل ما أوتي من قوة، طالما لم يجد من يردعه ويجبره على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام «1967» وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
ما حدث بالأمس، ومشهد المصلين فوق الأنقاض في قطاع غزة، والدمار الهائل الناجم عن حرب الإبادة الوحشية، كل ذلك يجب أن يشكل دافعا للمجتمع الدولي؛ من أجل التحرك لوقف هذه الجريمة المروعة، ليس بحق الفلسطينيين وحدهم، وإنما بحق الإنسانية والبشرية جمعاء.