بحضور سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، نظم تليفزيون قطر أمس، اللقاء التعريفي الأول الذي يضم الراغبين في العمل الإعلامي تحت شعار: «إعلام يتجدد»، والذي شهد حضور كوكبة من الإعلاميين والأسماء والخبرات الإعلامية المعروفة في قطر، كما شهد اللقاء إقامة ندوة إعلامية قدمها الإعلامي حسن الساعي وشارك فيها الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس المركز القطري للصحافة، والدكتور عبدالله فرج المرزوقي المشرف العام على البرنامج التدريبي، فيما كرّم سعادة الرئيس التنفيذي المشاركين في هذا اللقاء والمبادرة.وقال سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام خلال كلمته بالملتقى: نقف اليوم بين نخبة من أبناء الوطن، نخبة اختارت مسيرة الإعلام، لتخط من خلالها رسالة حب ووفاء لهذا الوطن.وأضاف سعادته: الحضور الكريم.. نحرص دوماً في المؤسسة القطرية للإعلام على أن نواكب كل ما هو جديد، ليس فيما يتعلق بالتقنيات والأجهزة فحسب، وإنما أيضاً نسعى لتطوير أنفسنا ومواكبة تطلعات شبابنا وجمهورنا والمشاهدين، ومن هنا أتت هذه المبادرة التي ننظمها الليلة، في احتفالية خاصة تحت شعار «إعلام يتجدد».وتابع: وهو بالفعل ما نحرص عليه دوماً، أن نجدد إعلامنا، نجدده من خلال بث الأفكار المستوحاة من حاجة المجتمع، ومن خلال تغذيته بدماء شبابية جديدة، قادرة على أن تكمل مسيرة من بدأ، وهذا هو نهجنا، الذي نسعى أن نؤسس من خلاله لحالة أكثر قرباً من متطلبات الإعلام اليوم.كوادر مشرفة وقال الشيخ عبدالعزيز بن ثاني: نحن هنا اليوم ليس من أجل الترحيب بهذه الكوكبة التي ستنضم إلى مجال الإعلام، وإنما لنضع أسساً جديدة تقوم على مبدأ استدامة العمل الإعلامي المتمثلة بسياسة الباب المفتوح أمام كل الكوادر الوطنية، التي ترى في نفسها القدرة على العمل وتقديم ما لديها في هذا المجال.وأضاف: اليوم سنشهد وإياكم تدشين مرحلة جديدة من عملنا المؤسسي، مرحلة نبدأ من خلالها، بتدريب الكوادر الوطنية وصقلها، لتكون صورة مشرفة ومشرقة ليس للإعلام القطري فحسب، وإنما للإعلام العربي عامةً.وأردف سعادته: باسمكم أرحب بالذين باتوا من هذه اللحظة جزءا من المؤسسة القطرية للإعلام، ونعدهم بأننا سنكون عوناً لهم في مستهل مسيرتهم الإعلامية لنراهم أسماء لامعة في عالم الإعلام، كما أنني أرحب بكل من يرغب أن يكون جزءا من العمل الإعلامي، وأن يكون جزءا من منظومتنا الإعلامية، فأبواب المؤسسة القطرية للإعلام مفتوحة للجميع.وفي كلمة للصحف المحلية، أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام أن مبادرة «إعلام يتجدد» تجمع العراقة والجديد، يكون الحديث فيها عن مستقبل الإعلام، وما يتطلبه من جهد وأدوات.وأوضح أن الإعلام المقصود ليس السوشيال ميديا، مضيفاً: والتي يجب أن نفرق بينها وبين الإعلام، كما يجب أن نفرق بين المحتوى الجيد والغث، فنركز على المحتوى وعلى ما هو مفيد للناس.وحول دور الدراما في إيصال الرسائل المختلفة، تابع سعادته: هناك توجه جديد بمشيئة الله، وسنمشي بخطى ثابتة إن شاء الله، في اتجاه زرع المبادئ في الدراما، لأن الدراما بلا مبادئ أو رسائل تضر ولا تنفع.وأكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام أن الدور بات على المتقدمين للعمل الإعلامي، فلا يمكن أن تصنع المؤسسة منهم نجوما، إن لم يصنعوا من أنفسهم نجوما، ودور المؤسسة بأن توفر لهم الأدوات والفرص، ولكن الشق الأكبر عليهم، منوهاً بأنه يرى فيهم الأمل.تطوير وتجديدفيما قال السيد علي صالح السادة القائم بتسيير أعمال ومهام تليفزيون قطر، إن هذا اللقاء التعريفي يقام تحت شعار «إعلام يتجدد» وهذا الشعار يدل على متابعة ومحبة راسخة للشاشة من مختلف الأعمار. منذ إعلان تليفزيون قطر عن فتح المجال للراغبين في العمل التليفزيوني (مذيعين للقطاعات ومراسلين).وأضاف: كانت تطلعاتنا تقديم وجوه إعلامية شابة، حيث إن شاشة تليفزيون قطر مقبلة على مراحل عديدة ومتجددة، تشمل التطوير في كافة المجالات، والأساس فيها الكوادر الإعلامية، لذلك طرحنا هذه المبادرة، وجاءت النتائج إيجابية ومبشرة.. وأسعدنا هذا التفاعل، فخلال أيام وصلتنا أكثر من 400 مشاركة من أبناء قطر، وممن أحبوا شاشة تليفزيون قطر وتفاعلوا معها.وتابع: نفتح لكم اليوم أبوابنا، مسخرين لكم خبراتنا الإعلامية النظرية والميدانية.. والتدريب الدقيق والمركز.. لتصلوا لمستوى الكفاءة في الأداء التليفزيوني.. فأنتم اليوم تخطون أولى خطواتكم نحو عالم التليفزيون.. فكونوا على ثقة بأننا سنوفر لكم كل أسباب النجاح في هذه التجربة المهمة.. وسنكون معكم بالدعم والتشجيع.. وسنوفر لكم فرصا متنوعة للتدريب وتجارب الأداء.. ويتبقى عليكم الاجتهاد والالتزام والجدية، فلا نقف عند توفير الفرص والتدريب، بل أن تعملوا على أنفسكم، وتستمروا في العطاء والتطور.واختتم السادة كلمته متوجهاً بالشكر إلى الجميع، متمنياً التوفيق لكل الشباب المشاركين في هذا اللقاء والملتقى، قائلاً: نلتقي قريباً إن شاء الله في استوديوهات تليفزيون زملاء وأصدقاء يجمعنا الاحترام الكبير، والعمل الدؤوب.. محققين كل ما نطمح له لرفعة وطننا الغالي قطر.حرص واهتماموقال الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس المركز القطري للصحافة: مبادرة إعلام يتجدد، وهذا الجهد العظيم من المؤسسة القطرية للإعلام بقيادة سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني آل ثاني، يدل على حرص دولة قطر ممثلة في القائمين على الإعلام في اكتساب أكبر قدر ممكن وافساح المجال أمام أكبر قدر ممكن من أبناء هذا الوطن ومن يقيم على أرضه للعمل على شاشة تليفزيون قطر.وأضاف الرميحي: أطالب هؤلاء الأبناء والبنات المتقدمين والمتقدمات للعمل في هذا الحقل، بأن يجدوا ويجتهدوا ويدركوا تمام الإدراك بأن الشاشة لا يوجد لها جنسية معينة ولا يوجد لها «واسطة»، ولكن الكفاءة هي التي تفرض نفسها على شاشة تليفزيون قطر، وهذا ما أتمناه من الأبناء والبنات المتقدمين، فعليهم تثقيف أنفسهم وعليهم بالجد والاجتهاد ومحاولة أن ينالوا أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تكون لهم رافدا في مستقبلهم الإعلامي.وأكد أنه حرص في كلمته أن يوصل للشباب عددا من الرسائل بأن عليهم الجد والاجتهاد، وأنهم بلا جد واجتهاد فلن يحققوا المراد الوصول إليه، وأن العمل الإعلامي شاق ومضن ومتعب، لكنه في نفس الوقت جميل إذا أحبه الإنسان وعشقه.وتابع الرميحي: التحديات في الوقت الحالي أكبر مما كانت عليه في الماضي، لأن الوسائل الإعلامية متنوعة، والإعلامي قد يجد نفسه يستطيع أن يصل لجمهوره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو أن يطرح أي فكرة عن طريق الكثير من الوسائل المختلفة، فلم يعد الأمر حكراً فقط على شاشة التليفزيون فحسب.دعوة للجميعفيما أكد الدكتور عبدالله فرج المرزوقي المشرف العام على البرنامج التدريبي بتليفزيون قطر أن رسالته للشباب القطري من الجنسين بأن الإعلام القطري والمؤسسة القطرية للإعلام، خاصةً تليفزيون قطر، وجهت الدعوة لجميع الشباب للعمل والالتحاق بالركب الإعلامي القطري.وقال المرزوقي: نعمل على بناء إعلام متحضر متقدم يواكب الموجة الإعلامية العالمية التي تتطور يوماً بعد يوم، وخاصةً التليفزيونات والبرامج والمذيعين، فقد أصبح هناك برامج متخصصة ومذيعون متخصصون في البرامج كلها، فما الذي ينقصنا سوى الدعم والموهبة، فمن لديه الموهبة تصقله المؤسسة القطرية للإعلام، من خلال الدعم اللامحدود من تليفزيون قطر. وأضاف: هذا الحفل لأول مرة يحدث في دولة قطر، بأن يقوم الإعلام القطري ممثلاً بالمؤسسة القطرية للإعلام بإقامة لقاء تعريفي يجمع بين المسؤولين وبين المتقدمين للعمل مذيعين ومراسلين، بل تطور الأمر من مذيعين ومراسلين للعمل في المجال الإعلامي كافةً بما يشمل الإعداد والتقديم والهندسة والإخراج وغيرها.وتابع د. المرزوقي: «إعلام يتجدد» تهدف إلى إعلام تخصص التخصص، أي أن يكون هناك المذيع، فكل مذيع في مجال تخصصه، فالأخبار لها مذيعوها، والبرامج الاقتصادية لها مذيعوها، والبرامج الثقافية أيضاً، أي التخصص الدقيق، فالطب له مذيعه، والقانون له مذيعه، وغيرها من القطاعات.وأوضح أن التخصص الدقيق أصبح شعاراً للعالم كله، بل أن هناك قنوات تخصصية، فلماذا لا يكون بتليفزيون قطر مذيعون متخصصون في المجالات كافة، وأن دولة قطر فيها الخير من الشباب، مع هذه الثورة العلمية والرقمية، وهم يواكبونها بصورة أسرع، لأنها جيلهم وزمانهم.وحول الاهتمام باللغة العربية في التليفزيون قال د. المرزوقي: كل دستور في الدول العربية يقول إن اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة العربية، وقطر دولة عربية، فلغتها الرسمية هي اللغة العربية الفصحى، فهل يُعقل أن تُقرأ النشرة الإخبارية باللهجة المحلية؟!، فاللغة تعني الهوية والهوية تعني الوطنية، واللغة العربية تعني الهوية الوطنية لدولة قطر، فلنحافظ عليها ولا نضيعها من أيدينا.وأضاف: بلا شك، في مقدمة اهتمامات «إعلام يتجدد» ستكون اللغة العربية، لأنها الأرضية، فإن كانت أناقة الإنسان في لباسه، فأناقة المذيع في لسانه وبلاغته وفصاحته.صقل المواهبوقال السيد سالم المنصوري مساعد مدير إذاعة صوت الخليج إن المؤسسة القطرية للإعلامي حريصة على احتضان كافة المواهب الشابة في الجانب الإعلامي وتنمية مهاراتهم وتطويرها وصقلها لتكون ذات شأن في هذا المجال مستقبلاً.وأضاف المنصوري إن مستقبل مبادرة «إعلام يتجدد» مبشر وستكون لهذه المبادرة نتائجها المثمرة في ما هو قادم، مشيراً إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشباب أنفسهم، مدللاً بكلمة الإعلامي القدير سعد الرميحي حينما أكد أن الإعلامي لابد وأن يكون شغوفاً ولديه الحب الكافي لهذا العمل، فإذا كان الشخص المتقدم لهذا العمل لديه حب له سيكون قادراً على الإبداع فيه، وسيكون لديه الدوافع في تقديم المحتوى الهادف كما قال سعادة الرئيس التنفيذي الذي أشار إلى حتمية ان يكون لديك كإعلامي رسالة مؤثرة تستطيع أن تقدمها للجمهور والمتلقي.مبادرة متميزةوقالت الأستاذة جواهر البدر مدير المركز الإعلامي القطري إنها سعيدة جداً بتواجدها في هذا الملتقى المتميز الذي يقام للمرة الأولى هذا العام بتنظيم من المؤسسة القطرية للإعلام ممثلة في تليفزيون قطر، وتحت رعاية سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني آل ثاني المدير التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام. وتابعت: نحن في قطر على المستوى الإعلامي نحتاج فعلياً مثل هذه الملتقيات التي تجمع الخبرات الإعلامية بالمواهب الشابة وهذا ما يخلق بيئة إعلامية صالحة لتقديم وجوه ودماء جديدة في الوسط الإعلامي الذي لا يزال يحتاج الكثير والكثير من الكفاءات والمواهب الشابة التي تستطيع أن تحمل الراية وتستكمل مسيرة من سبقوها من الإعلاميين والأسماء القديرة.ولفتت إلى أن سعادة الشيخ في كلمته اليوم شدد على أهمية المحتوى وأن يكون المحتوى الذي يقدمه الإعلامي ذا مضمون وقيمة ورسالة قوية ومؤثرة، وهذا ما نبحث عنه بالفعل لنقدم إلى الإعلام في الوطن العربي بأكمله إعلاماً هادفاً نفتخر به.