+ A
A -
جريدة الوطن

يبدو أن نصائح الأمهات والجدات كانت صحيحة، إذ ركزت دراسة حديثة على مخاطر الصوديوم العالي، ووجدت أن تناول الكثير من الملح قد يكون ضارا بالصحة أكثر مما نتصور.

ووجدت الدراسة أن الأنظمة الغذائية العالية في نسب الصوديوم يمكن أن تؤثر سلبا على ميكروبيوم الأمعاء المفيدة، الذي يتكون من تريليونات البكتيريا والفيروسات والميكروبات الأخرى التي تعيش في أمعائنا.

وهذا يعني أن استهلاك مستويات عالية من الصوديوم يمكن أن يقلل من بعض الميكروبات المفيدة التي تعيش في أمعائنا، لكن على الجانب الآخر، يبدو أن تقليل الملح له تأثير معاكس.

مخاطر الصوديوم العالي

نعرف أن تناول كميات كبيرة من الصوديوم يرفع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكن العلماء أثبتوا أيضا أن استهلاك كميات زائدة من الصوديوم له تأثير مباشر على ميكروبيوم الأمعاء.

إذ وجدت الدراسة التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن تقليل كمية الصوديوم التي يستهلكها الناس يؤدي إلى زيادة إنتاج بكتيريا الأمعاء لمركبات مفيدة تقلل الالتهاب وتحسن الصحة الأيضية.

فيما يعتقد الخبراء أن إحدى الطرق التي تسهم بها الأنظمة الغذائية العالية بالصوديوم في ارتفاع ضغط الدم هي عن طريق تعطيل ميكروبات الأمعاء التي تساعد في تنظيم ضغط الدم.

أضرار الصوديوم العالي على الأمعاء

زيادة الميكروبات الضارة: وجد العلماء أن الأشخاص الذين يستهلكون مستويات أعلى من الصوديوم يكونون أكثر عرضة لاحتواء بكتيريا مسببة للأمراض في أمعائهم.

تقليل الميكروبات الصحية: أظهرت التجارب السريرية أن تناول الأشخاص لحمية غذائية مليئة بالملح يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حاد في الميكروبات الأمعائية الهامة مثل اللاكتوباسيلوس، التي تلعب دورا رئيسيا في النظام المناعي ومستويات الالتهاب في الأمعاء.

تنوع ميكروبي أقل: مستهلكو الملح العالي يميلون إلى وجود تنوع أقل في الميكروبيوم، مما يرتبط بمعدلات أعلى من السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض مزمنة أخرى.

أحماض دهنية (قصيرة السلسلة) أقل: تنتج أحماضا دهنية قصيرة السلسلة من قبل ميكروبات أمعائنا، وتظهر الأبحاث أنها جيدة لصحتنا الأيضية. تناول كمية أقل من الصوديوم أنتج مستويات أعلى من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وعليه انخفض في ضغط الدم وتحسن في صحة الأوعية الدموية مقارنة بتناول أطعمة عالية الصوديوم.

كيفية تقليل نسبة الصوديوم؟

أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن معظم الصوديوم الذي نستهلكه لا يأتي من ملح الطعام الذي نضيفه إلى طعامنا، بل يأتي حوالي 70 % من الملح الغذائي من الأطعمة المعالجة والجاهزة مثل الخبز، والبيتزا، والبرغر، ورقائق البطاطا، واللحوم والخضراوات المعلبة.

ما يدفعنا للتساؤل كيف يمكننا تقليل نسبة الملح إذا؟ حددت منظمة الصحة العالمية (WHO) مجموعة من الأمور التي يمكن أن تساعد في تقليل نسبة الصوديوم التي نستهلكها، وتشمل إعادة صياغة المنتجات الغذائية لتحتوي على كمية أقل من الملح وتحديد مستويات مستهدفة لكمية الملح في الأطعمة والوجبات.

وهذا ما يتطلب منك مراقبة الأطعمة التي تأكلها، سواء بقراءة الملصقات لتعرف نسبة الصوديوم في المنتجات التي تشتريها، أو باستبدال الأطعمة المصنعة بالأطعمة الطازجة.

كما يُمكن أيضا استخدام بدائل أكثر صحية للملح العادي بأنواع أخرى تحتوي على نسب عالية من البوتاسيوم، إذ يلعب البوتاسيوم دورا حيويا في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم.

كذلك من المهم إضافة بعض الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم إلى نظامك الغذائي مثل الخضراوات الورقية، والبطاطا، والفاصوليا، والعدس، والحمص، والأفوكادو، والموز، والبرتقال، والمانجو، والكيوي، والبرقوق، والزبيب، والتمر، والمشمش المجفف.

إذ توصي جمعية القلب الأميركية بأن تحصل معظم النساء على 2600 ملليغرام من البوتاسيوم يوميا والرجال 3400 ملليغرام يوميا، لكن معظم البالغين لا يتناولون ما يكفي يوميا.

copy short url   نسخ
19/06/2024
5