بعد جولة بين تل أبيب وبيروت، ولقاءات مع المسؤولين من الجانبين، خلص آموس هوكشتاين، المبعوث الأمبركي الخاص إلى لبنان، إلى أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة من شأنه أن يؤدي أيضا إلى إنهاء التصعيد بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وهذا يعني أن فصل الجبهتين غير وارد، وغير ممكن أيضا، الأمر الذي يعيدنا إلى المربع الأول: وقف العدوان على غزة.
تكتسب جولة المبعوث الأميركي أهمية خاصة نظرا للظروف التي تسود المنطقة الحدودية بين الجانبين: اللبناني والإسرائيلي، والتي تنذر بتصعيد التوتر، وإن كان من الواضح أن أي تهدئة لن يكتب لها النجاح ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أشعل الحدود على نحو ما نرى اليوم.
هوكشتاين التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الاثنين، كما التقى رئيسي البرلمان والحكومة اللبنانيين، الثلاثاء، وما سمعه، هو الموقف المعلن الواضح بأن أي تهدئة لن تكون متاحة ما لم يتوقف العدوان على غزة، كما أن أي محاولة لوضوع سقوف محددة للمواجهة على جبهة لبنان لن يكتب لها النجاح على اعتبار أن ما يحدث يمكن أن يقود إلى تداعيات أوسع.
حتى الآن لم يتجاوب الجانب الإسرائيلي مع المبادرات التي طرحت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، كما لم ينفذ قرار مجلس الأمن ولا محكمة العدل الدولية، وهو ما زال يتملص من التوصل إلى سلام شامل وعادل عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام «1967» عاصمتها القدس الشريف، وأي حلول أخرى هي بمثابة تأجيل آخر لانفجار قادم لا محالة.