+ A
A -
جريدة الوطن

لطالما كانت الصُّدفة محط اهتمام البشر، تُعتبرها الأقدار الخفية التي تتسلل إلى حياتنا دون سابق إنذار، وتحدث تأثيرات لا تُمحى. كثيراً ما نسمع القول بأنها خيرٌ من ألف ميعاد، ورغم أن هذا القول ليس دائماً صحيحاً، إلا أن الصدفة تظل تلعب دوراً محورياً في حياتنا بطرق لا نتوقعها.

عندما نتحدث عن الصُّدفة، فإننا نشير إلى تلك اللحظات غير المتوقعة التي تحدث في حياتنا، بعضها يكون ثانوياً لدرجة أننا لا نلحظه، بينما يغيّر بعضها الآخر مجرى حياتنا رأساً على عقب. نميل إلى إرجاع الكثير من أحداث حياتنا إلى الصُدف عندما نعجز عن فهم طبيعتها غير المتوقعة. وربما يكون عنصر الدهشة هو ما يبعدنا عن محاولة فهم هذه الأحداث، ليبقى التركيز على نتائجها فحسب.

تتفاوت طبيعة الصُدف من حيث تأثيرها علينا؛ فقد تكون جميلة ومفرحة، محبطة ومثيرة للقلق، تفاجئ البعض ويحلم بها البعض الآخر. وإذا ما فكرنا ملياً في الدور الذي لعبته وتلعبه الصُّدفة في حياتنا، نجد أنها حاضرة في كل مكان، بدءاً من تفاصيل حياتنا اليومية إلى الأحداث الكبرى التي شكلت التاريخ.

لقد شهدت الصُّدفة دوراً كبيراً في ميادين متعددة. ففي الحروب، كثيراً ما لعبت الصُّدفة دوراً حاسماً في تغيير مجريات الأحداث والمعارك. وعلى صعيد العلوم، فإن العديد من الاكتشافات والاختراعات جاءت نتيجة للصدف، حيث اكتشف العلماء أموراً لم يكونوا يبحثون عنها أصلاً.

أما في الأدب والفنون، فإن الصُّدفة كانت ولا تزال مصدر إلهام للكثير من الأعمال الخالدة. فنجد في الروايات والقصائد والأفلام، أن الصدفة تلعب دوراً محورياً في تطور الأحداث والشخصيات.

يبقى أن نؤكد على أن الصُّدفة، رغم طابعها غير المتوقّع، هي جزء لا يتجزأ من نسيج حياتنا. وربما يكون في قبولنا لها وتفهمنا لدورها، ما يعزز من قدرتنا على مواجهة مفاجآتها وتقدير تأثيرها على مساراتنا الحياتية.عبير نور الدين

copy short url   نسخ
21/06/2024
150