يقدم متحف قطر الوطني، تجربة تفاعلية فريدة من نوعها ترصد تطور الحياة في دولة قطر، من خلال تحفة معمارية صمّمها المهندس المعماري العالمي «جان نوفيل» ليكون درة تاج الثقافة القطرية.
وقد شُيّد المتحف حول القصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (1880 - 1957) نجل مؤسس دولة قطر الحديثة، وهو قصر قديم أعيد ترميمه، وكان يُستخدم في السابق مسكنًا للعائلة الحاكمة ومقرًا للحكومة، ثم تحوّل لاحقًا لمتحف قطر الوطني القديم.
واستوحى المعماري نوفيل، الحائز على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، تصميم مبنى المتحف من التكوينات الكريستالية الطبيعية المميزة للمنطقة والمعروفة باسم «وردة الصحراء»، التي تظهر في المناطق الساحلية القاحلة، وتنشأ من خلال تفاعل الرياح ورذاذ البحر والرمال عبر آلاف السنين.
ويتناغم طلاء السطح الخرساني للمتحف مع البيئة الصحراوية القطرية، حيث يأخذ لونًا شبيهًا بالرمال، ليبدو المبنى كأنه نبتٌ خارج من الأرض ومتوحّد معها، كما تبدو وردة الصحراء تمامًا.
وتعد أقراص المتحف المنحنية والمتشابكة التي توفر ظلالًا طبيعية، من بين عناصر التصميم التي نال المتحف من أجلها شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة ليد الفئة الذهبية، وشهادة 4 نجوم من نظام تقييم الاستدامة العالمي «جي إس أيه إس»، ليكون بذلك أول متحف وطني على مستوى العالم يحقق هذه التصنيفات المتقدمة.
كما حاز متحف قطر الوطني في مارس 2020 جائزتين مرموقتين في النسخة السادسة من جوائز شبكة «الوجهات الثقافية الرائدة» المعروفة باسم «أوسكار المتاحف» في حفل أقيم في العاصمة الألمانية برلين، ليصبح بذلك الجهة الوحيدة التي تفوز بجائزتين من بين جميع الجهات الثقافية العالمية المشاركة في جوائز «الأوسكار».
ويروي المتحف التفاعلي ذو التصميم المُدهش والمُقام على مساحة 40 ألف متر مربع، التكوين الجيولوجي لشبه جزيرة قطر مرورًا بالتاريخ الطبيعي وما قبل التاريخ إلى عصرنا الحديث، مانحًا زواره على اختلاف ثقافاتهم تجربة ثرية لاستكشاف بيئته الغامرة والتعرّف على ماضي قطر وحاضرها ومستقبلها.
كما تحتوي صالات العرض على مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية والتراثية، من بينها سجادة بارودة الشهيرة المصنوعة من اللؤلؤ، التي صمّمت عام 1865، والمُطرّزة بأكثر من 1.5 مليون لؤلؤة خليجية عالية الجودة ومزينة بالزمرد والماس والياقوت.