صمدت المقاومة على مدى تسعة أشهر، ولم يصلها مدد، لا من صديق قريب ولا ابن عم بعيد، إلا من يمن سعيد يواجه وحده أساطيل الغرب، ويرد بطيارات مسيرة وصواريخ مجنحة لم تردع حربا ضروسا في غزة، ومن رجال في لبنان عاهدوا الله وغزة أن يصعدوا قواعد الاشتباكات، كلما تطورت حالة الحرب التي وصلت إلى حد إحراق الناس وهم نيام في الخيام..

تسعة أشهر والمقاومة تقاوم أشرس وأعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وخاب ظن المقاومة حين كانت تعتقد أن المسلمين لن يقفوا صامتين إلى هذه الدرجة، ولو وجدوا من يقف معهم لانهارت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتعجل تحقق النبوءة بانتهاء حكم إسرائيل للأرض المقدسة..

أعلنت إسرائيل بما وصلها من دعم أنها ستفتح جبهة الشمال مع الجنوب اللبناني.. هذا الدعم الأميركي الغربي للقوة الإسرائيلية لمواصلة الحرب، هو تأكيد لما يؤمن به الإنجيليون.

ورجعت إلى كتاب الصحفية الأميركية جريس هلل وعنوانه (النبوءة والسياسة) (الإنجيليون المناضلون على طريق الحرب النووية) وهو صادر عن بورانس هيل في أميركا عام 86، ويبشر هؤلاء المناضلين الإنجيليين بأن الدمار الذري لا يمكن تجنبه، وتتجه رسالتهم إلى إقناع كبار المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وغيرهم بذلك وتصل أصواتهم وبخاصة عبر التلفاز إلى أكثر من 250 مليونا من المشاهدين، ويتبنى اليمين المسيحي الجديد والحزب الجمهوري في نجومه الجديدة الصاعدة هذا الاتجاه، ويبدو أن لهم موارد مالية غير محدودة ولهم موقع في فلسطين، حيث يستعد الكيان الإسرائيلي للمعركة الكبرى الأخيرة. وهؤلاء يحبذون المزيد من دعم الترسانة الحربية الإسرائيلية والأميركية وقد وصلت بعض الأفكار إلى الكلمات الرئاسية في الولايات المتحدة التي تشير بأن الحرب النووية هي التي تمهد لعودة المسيح إلى الأرض، هذه هي معركة هرمجدون وقد جاءت في الإصحاح السادس عشر عدد 14 - 16 من رؤيا يوحنا اللاهوتي، وفيها يتنبا أن مكان الحرب سيتحول إلى «ساحل الرب» ويجتمع فيه كافة ملوك الأرض في قتال مع الرب.. وتقع مجدوه في مرج بن عامر في فلسطين وهي على خط المواصلات بين القسمين الشمالي والجنوبي من فلسطين، ولها مكانتها الاستراتيجية بالجليل من قديم الزمان الداعون إلى الحرب لم يظهروا ما جاء من أجله المسيح.

هرمجدون التي يؤمنون بها لم ولن يستطيعوا أن يستوعبوا دين المسيح ليعودوا إلى رشدهم، ولم يستوعبوا دين محمد حتى يعودوا إلى الله سبحانه وتعالى أن المعركة القادمة اليوم أو غدا، فهناك الإعلام الذي يدفع إليها وهناك من يعمل على أن تبقى الحرب الآن مستعرة حتى تقع الحرب النووية.