حظيت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى مملكة هولندا باهتمام واسع، حيث أجمع محللون ورجال أعمال على أهميتها؛ لإعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية القوية القائمة بين بلدينا الصديقين، خاصة في المجال الاقتصادي، على اعتبار أنها سوف تفتح المزيد من الفرص لتعزيز التعاون الثنائي، في قطاعات الطاقة والأمن الغذائي ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة والسياحة، بالإضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري، خاصة وأن العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر ومملكة هولندا تتميز بتعدد المجالات وشموليتها، وهي تغطي قطاعات مهمة مثل الرياضة والأمن الغذائي والرعاية الصحية، بالإضافة إلى الدور القطري الحيوي في تأمين إمدادات الطاقة على المستوى العالمي، حيث يُنظر إلى قطر باعتبارها مصدرا آمنا وموثوقا.
من هنا فإن هذه الزيارة سوف تؤسس لعلاقات مهمة، كما ستفتح آفاقا رحبة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتمكن القطاع الخاص في البلدين من بناء شراكات متنوعة، خاصة أن كلا البلدين يمتلك مميزات تفاضلية تساعد على تنويع فرص التعاون ونقل التكنولوجيا، ومع الإمكانيات التي يتمتع بها القطاع الخاص القطري، وتحديدا الشركات الصغرى والمتوسطة، والتي يمكن أن تتخذ لها من موانئ هولندا بوابة لدخول الأسواق الأوروبية، والمقدرة بأكثر من «400» مليون نسمة، بالإضافة إلى استقطاب الاستثمارات الهولندية، خاصة أن قطر ترتبط بالعديد من اتفاقيات التبادل الحر الإقليمية، التي تمكّن قطاع الأعمال في البلدين من الاستفادة منه.
بالإضافة إلى ذلك فإن من شأن هذه الزيارة تعزيز التعاون في المجال الثقافي، خاصة مع النهضة القطرية الواسعة في مجال المتاحف وتنظيم المهرجانات الفنية، وما تمتلكه هولندا أيضا على هذا الصعيد، الأمر الذي يمكن أن يبني أفضل الشراكات الثقافية وأكثرها تنوعا.