تأسس التعليم النظامي في دولة قطر عام «1952»، وشهد خلال السنوات التالية تطورا مذهلا، حيث احتلت قطر عام «2017» المركز الأول عربياً والتاسع عالمياً في مؤشر جودة التعليم الأساسي، المؤلَّف من مراحل التعليم الابتدائية (ست سنوات)، والإعدادية (ثلاث سنوات)، والثانوية (ثلاث سنوات)، هذا التطور لم يأت من فراغ، وإنما بفضل الجهود الكبيرة التي بذلت لإيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية إعداد العنصر البشري كونه الرافد الأساسي للتنمية، فأنشأت المدارس والجامعات والكليات ومراكز البحوث والتدريب التي ساهمت في تنمية مهارات الكوادر البشرية.
في عام «2004» أطلقت قطر مبادرة تهدف إلى تطوير التعليم العام في الدولة تحت شعار «تعليم لمرحلة جديدة»، لتوفير أفضل سبل التعليم لأبنائها، تحقيقا لـ«رؤية قطر 2030» في بناء الإنسان القطري القادر على المشاركة الفعالة في جميع نواحي الحياة.
هذه الجهود الكبيرة لا بد من استذكارها بكثير من التقدير فما تم تحقيقه خلال سنوات قليلة لم تحققه دول لها باع طويل وتاريخ حافل فيما يتعلق بالعملية التعليمية، وقد جاءت نتائج الدور الأول لاختبارات الشهادة الثانوية لتؤكد أن المسيرة التعليمية في قطر تمضي كما هو مخطط لها، حيث أدى «13920» طالبا وطالبة الاختبارات أحرز منهم «8272» طالبا وطالبة نسبة «70 %»، ما يؤكد على كفاءة وقوة المدارس الحكومية ومخرجاتها.
إن يوم إعلان النتائج مناسبة فارقة وخطوة نحو مشوار حافل بالتحديات والإنجازات، بالنسبة للطلبة، وهو أيضا يوم استثنائي للمسيرة التعليمية يؤكد أن الأمور تمضي على الطريق الصحيح ليكون التعليم في قطر منارة حقيقية من منارات تقدم مجتمعنا في كل المجالات.