+ A
A -
جريدة الوطن

نتحدث اليوم عن قضية تعتبر من أهم القضايا في عصرنا الحالي ألا وهي قضية الإجازة الصيفية عند الشباب فبعض الشباب يضيع الإجازة في النوم، والسهر، وعدم الاستفادة منها في الأعمال الخيرية، للآسف شباب اليوم يحتاج لتوجيه في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى، فهذا الشباب يعتبر شبابا مغيبا، مغيبا عن اختيار الأفضل، فكل شغله الشاغل السيارة، والحصول على رخصة قيادة، وما أحدث موديل للسيارة، وكام سلندر، وكام سي سي، والاتجاه إلى أوروبا لقضاء العطلة الصيفية، والذهاب مع أصدقائه لتضيع الوقت في الرحلات البرية والبحرية والجوية والمصايف، وما أدراك ما المصايف، والحصول على مبلغ من المال ليضيعه في السفر، ولم يستغل وقت الإجازة في دورات تدريبية مفيدة، مثل الأيلتس، التوفل، أو دورات في الكمبيوتر ؛ لتطوير نفسه، أو أن يسجل في دورات تطوعية خمسين ساعة ليقدمها للجامعة، ويكتسب خبرات ومهارات السابقين، وينظم وقته، لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. قال رسول الله ﷺ: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) لا يدل على الحصر، بمعنى: أن الغبن الذي يقع للناس ليس فقط في الصحة والفراغ، بل يقع لهم في ذلك ويقع لهم في غيره، يقع لهم مثلاً في المال، ويقع لهم في كثير من تصرفاتهم وشئونهم، ولكن لما كان الإنسان إنما ينطلق للعمل إن وُجد عنده فراغٌ وعافية فإنه بذلك يستطيع أن يقوم بكثير من الأعمال كما قال الحافظ ابن الجوزي -رحمه الله- وذلك أن الإنسان إن كان مشغولاً لم يتمكن من القيام بالأعمال التي يريدها، وإذا كان الإنسان مريضاً فإنه أيضاً قد لا يتمكن من كثير من الأعمال التي يريدها، سواء كان في الطاعات، أو في الذنوب والمعاصي، ولذلك فإن معالجة الإنسان الذي ينفلت مع أهوائه أن يُشغل بما ينفعه، فالاستثمار الحقيقي للوقت لا يصل إلى ساعة أو ساعتين في اليوم، فيستغل وقته في طاعة الله في حفظ القرآن الكريم كل يوم ساعة في المسجد، فعليه أن يستفيد من وقته ويستثمره في عمل مفيد، وأن يترك المعاصي، ومشاهدة القنوات الفضائية، ولعب الألعاب الإلكترونية مع الأصدقاء لساعات طويلة حتى يضعف نظره، ويرتدي نضارة طبية بسبب الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية، فيا أيها الشباب حافظوا على أوقاتكم،واستغلوا أوقات الإجازة الصيفية في أعمال تعود عليكم بالنفع، فأناشد أولياء الأمور الانتباه إلى أبنائهم، وتوجيههم الوجهة الصحيحة، وإرشادهم إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم محمد بن عبد الله ﷺ، والجلوس مع أبنائكم لمناقشة أمورهم وتفقد أحوالهم قبل فوات الأوان، وفقكم الله.

copy short url   نسخ
28/06/2024
35