لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تمكين سياسات نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد» وترسيخها في عموم فلسطين المحتلة بشكل يغلق الباب نهائيا أمام أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة جغرافيا والقابلة للحياة، بعاصمتها القدس الشرقية، وقد أكد على ذلك بيان وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الذي أكد أيضا على غياب أي أفق لحل القضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين» في ظل إصرار دولة الاحتلال بحكوماتها المتعاقبة على فرض سيطرتها الاستيطانية على الضفة الغربية المحتلة.ولا شك أن سياسات الاحتلال العنصرية تحول دون أي مواقف أو رؤى تتعلق بالسلام على أساس حل الدولتين، بعد أن حولتها إلى «سراب وأحلام غير واقعية، يصعب تحقيقها، ويجعلها من قبيل الاستهلاك الإعلامي واستخفافا بكرامة الفلسطينيين»، وما زالت حكومة الاحتلال ترتكب العديد من الانتهاكات والجرائم، لا سيما في ظل خرقها المستمر والجسيم للقوانين الدولية والإنسانية ولاتفاقيات جنيف، وتعميقها الانقلاب على الاتفاقيات الموقعة، واستهتارها بالشرعية الدولية وقراراتها. الضفة الغربية تشهد تسارعا غير مسبوق في وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية، وتصاعدا في ممارسة السياسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني، حيث يعاني المواطنون أوضاعا معيشية صعبة بسبب التدمير الإسرائيلي لمنازلهم ومصادرة أراضيهم، ومنعهم من الوصول إلى موارد المياه، في ظل غياب تام لردود أفعال أو قرارات دولية تنهي هذه الممارسات الاحتلالية.كما يتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين يوميا وتزداد كثافة تلك الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في الأقصى، وقد اقتحم مستوطنون أمس المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وبحماية مشددة من قوات الاحتلال، منفذين جولات استفزازية في باحاته. كما توجد هناك دعوات من المستوطنين لاقتحام الأقصى الأحد المقبل، فإلى متى يظل المجتمع الدولي صامتا على جرائم الاحتلال المستمرة؟
سياسات عنصرية
- 05/08/2022
- /
- آراء و قضايا
+ A
A -