+ A
A -
بين الحرب واللاحرب شعرة.. وحكمة معاوية ابن أبي سفيان تستحضر الآن في العاصمتين طهران وواشنطن، فيما عواصم الشيطنة تدفع لقطعها.. فهي ترى مصالحها في هذه الحرب.. وتترأس تل أبيب شيطنة إيران لتدفع نحو حرب تدمر اقتصاد الخليج كله.. وتعطل نمو العملاق الصيني.
ومع أنه لم يُعلن حتى الآن من الذي أقدم على ضرب ناقلتي النفط العملاقتين.. في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات لمنع هذه الحرب التي سيكون لها آثار تدميرية على الخليج كله وعلى اقتصاد الدول التي تستورد 40 % من النفط والغاز عبر معبر الحر الذي سيغلق ولأمد لا يعلمه إلا الله وسيدخل العالم في نفق مظلم لا يُحمد عقباه..
نعم إن كل التحليلات تشير إلى أن ترامب الممسك بمفاتيح الحرب لا يريد حرباً يموت فيها أميركي قد تؤثر على مستقبله الرئاسي.. إلا أنه إذا استمر الضغط عليه من الصقور الذين يريدون هذه لأن السعودية والأمارات وإسرائيل تدفع نحو قطع الشعرة بين واشنطن وطهران وقد تقطع.. والحقيقة أنه لا وجه للمقارنة من الناحية العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، بيد أن حرباً على هذه الدرجة من الاتساع، كما قال أحد المحللين، ستطلق جميع شياطين الأرض من مكامنها، وسيقع الشرق الأوسط الكبير برمته، في أتون فوضى شاملة، لا قِبَلَ لأحد على احتوائها أو السيطرة عليها، وثمة دروس ماثلة من تجارب الولايات المتحدة في الإقليم خلال العقدين الفائتين، فليس المهم كسب الحرب، وهي مهمة مضمونة في الغالب، لكن الأهم هو الاحتفاظ بـ النصر المكلف؛ فالولايات المتحدة كسبت المعركة في أفغانستان والعراق، لكنها في المقابل، خسرت أو تخسر الحرب في نهاية المطاف.
إن الحرب التي قد تنطلق مع أي شرارة تقدح على أبواب المضيق ستكون لها عواقب لا تقارن بكل ما شهدته المنطقة في العقدين الماضيين، لا من حيث شيوع حالة انعدام الأمن والاستقرار وتفاقم تهديد الإرهاب، ولا من حيث تدفق موجات جديدة من الهجرة والمهاجرين، ولا من حيث مفاعيل «مبدأ الدومينو»، وتتالي مسلسل الانهيارات ليشمل دولاً أخرى ومجتمعات جديدة في المنطقة.
لهذه الأسباب، وأخرى غيرها، يبدو من المرجح أن تلجأ الأطراف إلى تغليب خيار الدبلوماسية، إن لم يكن على المدى الفوري، فبعد حين من الوقت (بعد الانتخابات الرئاسية 2020)، فإيران ليست العراق، ولا هي أفغانستان أو ليبيا، وواشنطن اليوم، ليست كما كانت عشية حروبها السابقة، لا سياسياً ولا عسكرياً، فضلاً عن دخول الطبقة السياسية الحاكمة والفاعلة فيها، في «مزاج الانتخابات» وصراعاتها وحساباتها... وهذا ما يجعل ترامب يشد إن أرخوا ويرخي إن أشدوا.. وهو يعلم أن حلفاءه سيكونون أكثر المتضررين.
ولكن الأنظار ستبقى متجهة نحو الخليج.. فالشياطين تحوم حول حلقة النار التي أشعلتها في الناقلتين العملاقتين: الروسية والنرويجية والنفط الذي تحملانه.. وأثار اندلاعه وما سيجر وراءه.
اللهم بك نستغيث، ونسألك أن تجنبنا ويلة حرب قد لا تبقي ولا تذر.
كلمة مباحة
إنَّ النَجاةَ إِذا ما كُنتَ ذا بَصَرٍ مِن أَجَّةِ الغَيِّ إِبعادٌ فَإِبعادُ
ومع أنه لم يُعلن حتى الآن من الذي أقدم على ضرب ناقلتي النفط العملاقتين.. في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات لمنع هذه الحرب التي سيكون لها آثار تدميرية على الخليج كله وعلى اقتصاد الدول التي تستورد 40 % من النفط والغاز عبر معبر الحر الذي سيغلق ولأمد لا يعلمه إلا الله وسيدخل العالم في نفق مظلم لا يُحمد عقباه..
نعم إن كل التحليلات تشير إلى أن ترامب الممسك بمفاتيح الحرب لا يريد حرباً يموت فيها أميركي قد تؤثر على مستقبله الرئاسي.. إلا أنه إذا استمر الضغط عليه من الصقور الذين يريدون هذه لأن السعودية والأمارات وإسرائيل تدفع نحو قطع الشعرة بين واشنطن وطهران وقد تقطع.. والحقيقة أنه لا وجه للمقارنة من الناحية العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، بيد أن حرباً على هذه الدرجة من الاتساع، كما قال أحد المحللين، ستطلق جميع شياطين الأرض من مكامنها، وسيقع الشرق الأوسط الكبير برمته، في أتون فوضى شاملة، لا قِبَلَ لأحد على احتوائها أو السيطرة عليها، وثمة دروس ماثلة من تجارب الولايات المتحدة في الإقليم خلال العقدين الفائتين، فليس المهم كسب الحرب، وهي مهمة مضمونة في الغالب، لكن الأهم هو الاحتفاظ بـ النصر المكلف؛ فالولايات المتحدة كسبت المعركة في أفغانستان والعراق، لكنها في المقابل، خسرت أو تخسر الحرب في نهاية المطاف.
إن الحرب التي قد تنطلق مع أي شرارة تقدح على أبواب المضيق ستكون لها عواقب لا تقارن بكل ما شهدته المنطقة في العقدين الماضيين، لا من حيث شيوع حالة انعدام الأمن والاستقرار وتفاقم تهديد الإرهاب، ولا من حيث تدفق موجات جديدة من الهجرة والمهاجرين، ولا من حيث مفاعيل «مبدأ الدومينو»، وتتالي مسلسل الانهيارات ليشمل دولاً أخرى ومجتمعات جديدة في المنطقة.
لهذه الأسباب، وأخرى غيرها، يبدو من المرجح أن تلجأ الأطراف إلى تغليب خيار الدبلوماسية، إن لم يكن على المدى الفوري، فبعد حين من الوقت (بعد الانتخابات الرئاسية 2020)، فإيران ليست العراق، ولا هي أفغانستان أو ليبيا، وواشنطن اليوم، ليست كما كانت عشية حروبها السابقة، لا سياسياً ولا عسكرياً، فضلاً عن دخول الطبقة السياسية الحاكمة والفاعلة فيها، في «مزاج الانتخابات» وصراعاتها وحساباتها... وهذا ما يجعل ترامب يشد إن أرخوا ويرخي إن أشدوا.. وهو يعلم أن حلفاءه سيكونون أكثر المتضررين.
ولكن الأنظار ستبقى متجهة نحو الخليج.. فالشياطين تحوم حول حلقة النار التي أشعلتها في الناقلتين العملاقتين: الروسية والنرويجية والنفط الذي تحملانه.. وأثار اندلاعه وما سيجر وراءه.
اللهم بك نستغيث، ونسألك أن تجنبنا ويلة حرب قد لا تبقي ولا تذر.
كلمة مباحة
إنَّ النَجاةَ إِذا ما كُنتَ ذا بَصَرٍ مِن أَجَّةِ الغَيِّ إِبعادٌ فَإِبعادُ