+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- تحتفل دول العالم اليوم الموافق للثلاثين من يونيو، باليوم الدولي للعمل البرلماني، ويجري الاحتفال بهذا اليوم كل عام وهو التاريخ الذي تأسس فيه الاتحاد البرلماني الدولي عام 1889، وقد تم إنشاء هذا اليوم عام 2018 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترفت فيه بدور البرلمانات في الخطط والاستراتيجيات الوطنية، وفي ضمان قدر أكبر من الشفافية والمساءلة على المستويين الوطني والعالمي.

ويتيح الاحتفال باليوم الدولي للعمل البرلماني الفرصة لمراجعة التقدم الذي أحرزته البرلمانات في سعيها لتكون أكثر تمثيلًا ومواكبة للعصر، بما في ذلك إجراء التقييمات الذاتية، والعمل على ضم المزيد من النساء وأعضاء البرلمان الشباب، والتكيف مع التقنيات الجديدة.

واحتفل مجلس الشورى بمناسبة اليوم الدولي للعمل البرلماني تحت شعار «الدبلوماسية البرلمانية: بناء الجسور من أجل السلام والتقارب»، فيما نظم في الحادي عشر من يونيو الجاري ندوة سلط فيها الضوء على الدبلوماسية البرلمانية ودورها في تعزيز العلاقات بين الدول، والإسهام في معالجة الأزمات والتحديات العالمية، وتحقيق السلام والتفاهم بين الشعوب وذلك بحضور سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى.

واتفق المتحدثون خلال الندوة، على أن الدبلوماسية البرلمانية تمثل منصة حيوية للحوار، حيث يمكن من خلالها توليد حلول للمشاكل التي تواجه العالم، وأكدوا على أن مجلس الشورى، إلى جانب دوره التشريعي والرقابي، يقوم من خلال الدبلوماسية البرلمانية، بدور فاعل لترسيخ علاقات دولة قطر الخارجية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين جميع الدول والشعوب، والتأكيد على مبادئها ومواقفها إزاء مختلف القضايا العالمية، ودعم مساعيها لتحقيق السلام والتفاهم بين الشعوب، وتعزيز مصالحها، في إطار من التكامل مع الدبلوماسية الرسمية.

وأشار المتحدثون إلى نماذج من النجاحات والإنجازات التي حققها مجلس الشورى في إطار ممارسته للدبلوماسية البرلمانية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ومنها التأثير على كثير من القرارات المتحيزة وغير المنصفة، ودعم القرارات التي تصب في خدمة المصالح العربية والإسلامية.

وأكد المتحدثون أن المجالس التشريعية تلعب دورا أساسيا في مراقبة السياسات الحكومية وتشريع القوانين التي تعزز من السلام والأمن على المستوى الدولي، بالإضافة إلى دورها في بناء جسور التواصل بين الشعوب من خلال الزيارات واللقاءات البرلمانية.

كما أشاروا للدور المهم الذي يلعبه البرلمان في تعزيز التعاون بين الدول، وبين البرلمانات بعضها البعض، للوصول إلى مفاهيم مشتركة حول القضايا المطروحة والأزمات والتحديات التي تواجه المجتمع العالمي، إلى جانب إمكانية التواصل مع الشعوب وتمهيد الطريق أمام الدبلوماسية الرسمية لتأسيس علاقات ناجحة ومتينة مع الدول الأخرى.

وتلعب الدبلوماسية البرلمانية دورا بارزا في بناء العلاقات وتعزيز التعاون بين البرلمانات الوطنية، وتشجع العديد من البرلمانات أعضاءها على المشاركة في المنظمات البرلمانية الدولية والتبادلات الثنائية والمبادرات الأخرى للدبلوماسية البرلمانية، الأمر الذي يتيح للبرلمانيين، تمثيل مصالح بلدانهم وتعزيز الحوار والتعاون مع نظرائهم من دول أخرى، والعمل على بناء توافق حول القضايا الدولية.

وتواجه الدبلوماسية البرلمانية العديد من التحديات ومنها التغيرات الجيوسياسية والصراعات الدولية وتباين الأنظمة البرلمانية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة، الأمر الذي ينبه لضرورة تحويل تلك التحديات إلى فرص من خلال بناء جسور الحوار وتبادل الآراء بين البرلمانات.

وتأسس الاتحاد البرلماني الدولي عام 1889، ومقره جنيف السويسرية، ويُعد أول منظمة سياسية متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وحل النزاعات من خلال الحوار بدلاً من الحرب، وكان الاتحاد، على مدار تاريخه، بمثابة منصة محورية للدبلوماسية البرلمانية، ما أتاح للأمم الانخراط في محادثات ومفاوضات ذات مغزى، ويعمل الاتحاد على تسهيل الدبلوماسية البرلمانية وتمكين البرلمانات والبرلمانيين من تعزيز السلام والديمقراطية والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.

وتتمثل أهدافه الاستراتيجية في جعل البرلمانات أكثر فعالية وتمثيلا وإبداعا حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين حياة الناس في مجالات السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة للجميع، وتغير المناخ، والديمقراطية ومشاركة الشباب، والمساواة بين الجنسين.

ويعتمد الاتحاد على فرضية مفادها أن النزاعات والاختلافات ينبغي تسويتها بالوسائل السلمية، ويرى أن الحروب العديدة التي شهدها العالم تدلل على أهمية التعددية السياسية والحوار من أجل تحقيق السلام والأمن، كما يؤمن الاتحاد بأن احترام الاختلاف هو السبيل الوحيد لتحقيق الحوار والتفاهم على المستوى الدولي، وأنه ينبغي للبرلمانات أن تكون في قلب عمليات منع الصراع والوساطة والمصالحة وصنع السلام.

ويدعم الاتحاد البرلمانات في حالات ما بعد الصراع من خلال تعزيز الحوار بين أعضاء البرلمان والمساهمة في المصالحات الوطنية من خلال معالجة جراح الماضي وبناء مجتمعات قابلة للحياة.ويوجد في كل دولة من دول العالم شكل من أشكال البرلمان، وتنقسم الأنظمة البرلمانية إلى فئتين، أولاهما: ذات مجلسين والثانية ذات مجلس واحد، ومن بين 190 برلماناً وطنياً في العالم، يوجد 78 برلماناً ذا مجلسين أي 156 مجلساً، و112 برلمانًا أحادي الغرفة، وتضم هذه المجالس في عضويتها حوالي 44000 عضو.

copy short url   نسخ
30/06/2024
0