سلسلة من التطورات العسكرية، تصاعدت في الخليج العربي، تفجيرات الفجيرة، والهجوم الحوثي على مطار أبها المدني، واستهداف ناقلتي النفط في خليج عُمان، وخلال هذه الفترة، كان تصعيد وزير الخارجية الأميركي مايك بوميو حاضراً، وفي تفاعل مطرد، وكأنه مجدول نحو توجيه لهدفٍ محدد، وقبل ذلك عبأت الجمهورية الدينية في إيران فضاء التهديد المباشر، بل أعطت رسائل بأنها بالفعل مستعدة في حال اندلاع حرب عسكرية عليها، أو ضربة موجعة لنظامها فستقوم بالرد عليه.
فهل كان هناك خطة نظمتها واشنطن وحلفاؤها، فابتلعت إيران الطعم، أم أنها ضمن حساباتها الدقيقة؟
في لقاء البي بي سي الأخير، مع الوزير العُماني يوسف بن علوي بن عبد الله، وهو الوزير المكلف لسياسة السلطان قابوس، التي تقوم على احتواء مزدوج لحل دبلوماسي، ترحب به أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وإيران، قال الوزير: (بأن ترديد قادة واشنطن وطهران، بأنهم لا يرغبون في الحرب، لا يعني أنهم لا يتوقعونها).
والمفهوم هنا هو رغبة كل طرف لردع الطرف الآخر، عما يراه تطرفاً ضد مصالحه، لا مصالح العرب بالطبع، وبالتالي إعادة انتشار النفوذ الإيراني، وتنظيم اتفاق اقتصادي مقنع لترامب، يُعزّز فرصه في تحسين الاقتصاد الأميركي، عبر سياسة الابتزاز، خاصة في ظل صعود فرص فوزه من جديد كرئيس للدورة قادمة.
أما إيران فهي تراهن على عبور التوازن الجديد، الذي حققته في الجغرافيا العربية، وبعده الديمغرافي الطائفي والتشيع السُني الجديد لصالحها (والذي يقصد به دعم وتأييد سنة المشرق، لإيران واستخدامه في مصالحها ضد العرب، وليس تمذهباً دينياً)، بعد معارك حربية وسياسية، وبرنامج منظم لتصعيد الميلشيات المتعددة، كقوى مقابلة لمنظومات يمينية، استخدمتها واشنطن منذ الستينات، في أميركا اللاتينية وإفريقيا، غير أن منظومة طهران ذات بعد عقائدي أكثر في ولائها.
وعادةً في ظل الحروب الباردة، يكون التقدم لأتون الحرب العسكرية الشاملة، كأنه قدرٌ من جحيم يتأرجح، يُخشى من أن يندفع على هذه الجغرافيا المزدحمة بالاضطرابات، وهو ما يجري اليوم في المنطقة، فهنا كلمة الوزير العماني مهمة جداً في وضع سقف لمساعي مسقط، وأن جهودها قد لا تستطيع منع الطرفين، من التقدم إلى مواجهة عسكرية خطرة للغاية.
أما البعد العربي الموالي لترامب في محور أبو ظبي، فهو اليوم مجرد منصة تصعيد إعلامي وسياسي، لن يُترك له التدخل في فرض مسار العمل العسكري، مهما كانت سياسة ترامب متهورة، ولكن السؤال الكبير: هل استعدت الولايات المتحدة الأميركية، لاندلاع حرب شاملة؟
وهو ما يفهم بصورة مستمرة، من قلق الشيخ صباح أمير الكويت، أكثر من أي مسؤول خليجي، بناءً على خبرته وبناء على كون الجغرافيا الكويتية، هي في مفصل حسّاس جداً، من تداعيات أي حرب، إضافة للخشية من الضغط على الولاء الوطني المنقسم عاطفياً، بين عدة توجهات اليوم.
بين إيران وزحفها من جنوب العراق، والشقيق السعودي المخيف، أو الموقف الذي يُمثل الغالبية، لوضع الكويت في إطارها العربي الخليجي، مع مصالحها القُطرية لأمنها الإستراتيجي، الذي أفزعه التعامل مع قطر، وعزيمة غزوها الذي صاحب الأزمة.
وإضافة إلى ذلك فإن التوازن الذي أنجزته قطر، باتفاق دفاعي مع تركيا، حقق لها نوعاً من الممانعة الإستراتيجية، لكنه في الكويت غير موجود، إلا بناء على حقيبة الاتفاقات العسكرية الضخمة مع الأطراف الغربية، بعد الغزو العراقي في 1990، دون أي توازن إقليمي مساند.
وتَناوُلنا للتحذيرات التي يُطلقها الشيخ صباح، هو من باب جمع الرصد التقديري لقرار الحرب، وكيف يتعامل قادة المنطقة، مع الأحداث العسكرية التي تتزامن مع هذه التوترات، خاصة في ظل أجواء اضطراب إقليمي واسع، ومواجهات التنافس الأممي بين الغرب القديم وأميركا والصين وروسيا، فهي حسابات ذات تأثير على وضع الخليج العربي، العاجز عن الاستقلال الأمني العسكري، وبالتالي أتون الصراع الأممي، تساهم في تأثير هذه التقاطعات الشرسة، على المستقبل الجيوسياسي للخليج العربي.بقلم: مهنا الحبيل
فهل كان هناك خطة نظمتها واشنطن وحلفاؤها، فابتلعت إيران الطعم، أم أنها ضمن حساباتها الدقيقة؟
في لقاء البي بي سي الأخير، مع الوزير العُماني يوسف بن علوي بن عبد الله، وهو الوزير المكلف لسياسة السلطان قابوس، التي تقوم على احتواء مزدوج لحل دبلوماسي، ترحب به أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وإيران، قال الوزير: (بأن ترديد قادة واشنطن وطهران، بأنهم لا يرغبون في الحرب، لا يعني أنهم لا يتوقعونها).
والمفهوم هنا هو رغبة كل طرف لردع الطرف الآخر، عما يراه تطرفاً ضد مصالحه، لا مصالح العرب بالطبع، وبالتالي إعادة انتشار النفوذ الإيراني، وتنظيم اتفاق اقتصادي مقنع لترامب، يُعزّز فرصه في تحسين الاقتصاد الأميركي، عبر سياسة الابتزاز، خاصة في ظل صعود فرص فوزه من جديد كرئيس للدورة قادمة.
أما إيران فهي تراهن على عبور التوازن الجديد، الذي حققته في الجغرافيا العربية، وبعده الديمغرافي الطائفي والتشيع السُني الجديد لصالحها (والذي يقصد به دعم وتأييد سنة المشرق، لإيران واستخدامه في مصالحها ضد العرب، وليس تمذهباً دينياً)، بعد معارك حربية وسياسية، وبرنامج منظم لتصعيد الميلشيات المتعددة، كقوى مقابلة لمنظومات يمينية، استخدمتها واشنطن منذ الستينات، في أميركا اللاتينية وإفريقيا، غير أن منظومة طهران ذات بعد عقائدي أكثر في ولائها.
وعادةً في ظل الحروب الباردة، يكون التقدم لأتون الحرب العسكرية الشاملة، كأنه قدرٌ من جحيم يتأرجح، يُخشى من أن يندفع على هذه الجغرافيا المزدحمة بالاضطرابات، وهو ما يجري اليوم في المنطقة، فهنا كلمة الوزير العماني مهمة جداً في وضع سقف لمساعي مسقط، وأن جهودها قد لا تستطيع منع الطرفين، من التقدم إلى مواجهة عسكرية خطرة للغاية.
أما البعد العربي الموالي لترامب في محور أبو ظبي، فهو اليوم مجرد منصة تصعيد إعلامي وسياسي، لن يُترك له التدخل في فرض مسار العمل العسكري، مهما كانت سياسة ترامب متهورة، ولكن السؤال الكبير: هل استعدت الولايات المتحدة الأميركية، لاندلاع حرب شاملة؟
وهو ما يفهم بصورة مستمرة، من قلق الشيخ صباح أمير الكويت، أكثر من أي مسؤول خليجي، بناءً على خبرته وبناء على كون الجغرافيا الكويتية، هي في مفصل حسّاس جداً، من تداعيات أي حرب، إضافة للخشية من الضغط على الولاء الوطني المنقسم عاطفياً، بين عدة توجهات اليوم.
بين إيران وزحفها من جنوب العراق، والشقيق السعودي المخيف، أو الموقف الذي يُمثل الغالبية، لوضع الكويت في إطارها العربي الخليجي، مع مصالحها القُطرية لأمنها الإستراتيجي، الذي أفزعه التعامل مع قطر، وعزيمة غزوها الذي صاحب الأزمة.
وإضافة إلى ذلك فإن التوازن الذي أنجزته قطر، باتفاق دفاعي مع تركيا، حقق لها نوعاً من الممانعة الإستراتيجية، لكنه في الكويت غير موجود، إلا بناء على حقيبة الاتفاقات العسكرية الضخمة مع الأطراف الغربية، بعد الغزو العراقي في 1990، دون أي توازن إقليمي مساند.
وتَناوُلنا للتحذيرات التي يُطلقها الشيخ صباح، هو من باب جمع الرصد التقديري لقرار الحرب، وكيف يتعامل قادة المنطقة، مع الأحداث العسكرية التي تتزامن مع هذه التوترات، خاصة في ظل أجواء اضطراب إقليمي واسع، ومواجهات التنافس الأممي بين الغرب القديم وأميركا والصين وروسيا، فهي حسابات ذات تأثير على وضع الخليج العربي، العاجز عن الاستقلال الأمني العسكري، وبالتالي أتون الصراع الأممي، تساهم في تأثير هذه التقاطعات الشرسة، على المستقبل الجيوسياسي للخليج العربي.بقلم: مهنا الحبيل