شاركت وايل كورنيل للطب - قطر في فعالية «معاً من أجل التوحد 2024»، المبادرة السنوية التي ينظمها مركز تنمية الطفل لذوي الاحتياجات الخاصة. وعُقدت هذه الفعالية المجتمعية لمدة يوم واحد وهي مكرّسة لتوطيد الروابط، وتوفير التعليم والتثقيف، وتعزيز التمكين داخل مجتمع التوحد في قطر.
وقد انضمت الدكتورة غزلان بن دريس، الأستاذ المساعد لعلوم الأحياء في وايل كورنيل للطب - قطر، إلى فريق من الخبراء المعروفين في جلسة نقاشية بعنوان: «التوحد: التشخيص والتدخل والتقدم المحرز في البحوث العلمية». وتطرق المتحدثون لقضايا آنية تتعلق ببحوث التوحد والممارسة الإكلينيكية وتقديم الدعم والمساندة.
وخلال الجلسة النقاشية، تحدّثت الدكتورة بن دريس عن محور الأمعاء-الدماغ المعقد وعلاقته بالتوحد، وسلّطت الضوء على الشواهد المتزايدة التي تشير إلى علاقة ما بين فقدان التنوع في ميكروبيوم الأمعاء والسلوكيات الشبيه بالتوحد. كما شرحت الآليات التي تؤثر من خلالها مستقلَبات الأمعاء، مثل الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة والناقلات العصبية والهرمونات، في تطور كلّ من الجهاز العصبي الطرفي والجهاز العصبي المركزي ووظائفهما، وأكدت على مختلف التدخلات الرامية لوقف تدهور اختلال ميكروبيوم الأمعاء ومن ثم تحسينه، بما في ذلك التغييرات الغذائية، والبروبيوتيك (بكتيريا الأمعاء النافعة) والبريبيوتك (ألياف غير قابلة للهضم تسهم في نمو البروبيوتيك)، ونواقل البراز. وشدّدت على أهمية انتهاج أنماط الحياة الصحية لتنظيم عمل ميكروبيوم الأمعاء والوقاية من الأمراض.
وقالت الدكتورة بن دريس في كلمتها: «التوحد هو أحد الاضطرابات العصبية النمائية، وهو يؤثر في التفاعلات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين والسلوكيات والتعلم. والتحديات العصبية النمائية معقدة، ما يعزز أهمية مواصلة جهودنا لتحسين حياة المتوحدين. وأنا سعيدة بدعوتي للتحدث عن خبراتي في هذا الشأن، وأودّ أن أشكر مركز تنمية الطفل لذوي الاحتياجات الخاصة على ما يبذله من جهد دؤوب لإرساء دعائم مجتمع توحد مثقف وداعم من خلال مبادرات مثل مبادرة معاً من أجل التوحد 2024».
ورافقت الدكتورة بن دريس الطالبة سما أيوب، إذ سبق لهما أن أجْرَتا معاً دراسة ريادية قارنت الأنواع المحلية القطرية من اللبن الرائب بمثيلاتها المستوردة الغنية بالبروبيوتيك، ووصفت تلك الدراسة الخصائص المعزّزة مثل مقاومة الحموضة والتدعيم بالبروبيوتيك وخصائص المضادات الحيوية ضد مسببات الأمراض ومقاومة المضادات الحيوية. وكانت سما المؤلف الأول للورقة البحثية التي نُشرت عن هذا الموضوع، كما نشرت بالتعاون مع الدكتورة بن دريس بروتوكول أصول تحضير لبن رائب مدعّم بالبروبيوتيك في المنزل.
وخلال فعالية «معاً من أجل التوحد 2024» أُتيحت للطالبة سما فرصة التحدث مع أعضاء مجتمع التوحد، ومناقشة دور ميكروبيوم الأمعاء في التوحد، والتطرق لأحدث البحوث العلمية عن محور الأمعاء-الدماغ عند المتوحدين، كما تناولت أبرز المنشورات ذات الصلة الصادرة عن وايل كورنيل للطب - قطر والتجارب الإكلينيكية الجارية لديها التي تشمل نواقل البراز والبروبيوتيك. وشرحت أيوب أيضاً كيفية تحضير اللبن الرائب الصحي الغني بالبروبيوتيك من مكوّنات طازجة محلية. وبدأ اهتمام أيوب بإجراء بحوث عن التوحد في المرحلة الثانوية، وألهمها بحثها عن سبل تحسين التواصل بين الأبناء المتوحدين وآبائهم لدراسة الطب في وايل كورنيل للطب - قطر.
وتحدثت أيوب عن الدراسة المتحورة حول اللبن الرائب المدعّم بالبروبيوتيك وتجربتها خلال الفعالية قائلة: «إنجاز هذه الورقة البحثية والتحدث عنها خلال هذه الفعالية كانت تجربة مجزية إلى أبعد حدّ. فهذه الدراسة تُبرز الحاجة إلى نشر وتعزيز التوعية بمحور الأمعاء-الدماغ وتأثيره في التوحد، وكثيرين لا يفترضون وجود مثل هذه الصلة. سعدت كثيراً بالتحدث مع آباء الأطفال المصابين بطيف التوحد عن التطورات البحثية الحالية، وأهمية صحة الأمعاء وكيفية النهوض بها من خلال الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل اللبن الرائب المحضّر في المنزل. أعتقد أن هذا المجال واعد إلى حد بعيد، وثمة الكثير من البحوث التي يمكن إجراؤها لصالح مجتمع التوحد. رحلتي البحثية كانت مجزية للغاية، وأنا متحمسة للاستمرار في هذا المضمار». يُذكر أن الدكتورة بن دريس تدرّس مساقات علوم الأحياء والعلوم العصبية لطلاب برنامج ما قبل الطب في وايل كورنيل للطب – قطر، وتقود العديد من مشاريع البحوث التعليمية والبحثية التي تستقصي دور البكتيريوم في الأمراض العصبية والعصبية النفسية، بما فيها اضطرابات طيف التوحد. وفي عام 2017، حصلت الدكتورة بن دريس على منحة برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي لإجراء دراسة إكلينيكية عن ميكروبيوم الأمعاء تُعَدّ في طليعة الدراسات الإكلينيكية في قطر في هذا المضمار.
