+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- أكد سعادة السيد دميتري نيكولايفيتش دوغادكين، سفير روسيا الاتحادية لدى الدولة، أن انضمام دولة قطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون بصفتها «شريك حوار» يجسد الدور البارز والمتنامي الذي تلعبه الدوحة على الصعيدين الإقليمي والدولي كوسيط فعال في مختلف النزاعات، فضلا عن كونها طرفا دوليا مسؤولا يسعى ليكون العالم أكثر سلاما وأمانا للجميع.

وقال سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»: «نحن على يقين بأن كلا من قطر ومنظمة شنغهاي للتعاون لديهما الكثير لتقدماه لبعضهما البعض في العديد من الجوانب، وستستفيدان بشكل متبادل من هذا التعاون».

وأضاف أن «دولة قطر برزت على مدى العقدين الماضيين كأحد أبرز الوسطاء الدوليين، حيث لعبت دورا كبيرا في تسوية النزاعات وتعزيز السلام في عدة مناطق مثل السودان، ولبنان، واليمن، وإيران، وأفغانستان، بما في ذلك الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، حيث تمكنت من خلال جهودها المستمرة من سد الفجوات وتسهيل المحادثات بين الطرفين».

وأعرب سعادته عن شكره لدولة قطر على جهودها الإنسانية النبيلة، قائلا إنه «بفضل المساعي الحميدة لأصدقائنا القطريين، تم لم شمل عدد من العائلات الروسية المشتتة بسبب النزاع في أوكرانيا، وتمت استضافتهم بلطف في الدوحة خلال أبريل الماضي ضمن برنامج التعافي الصحي».

وأشار في السياق ذاته إلى أن النجاح في الوساطة يتطلب قدرا كبيرا من الصبر والحنكة، وهي ميزات لا تتاح للجميع، لكن دولة قطر أثبتت جدارتها الكبيرة في هذا الشأن بفضل سياستها الخارجية الحكيمة ومكانتها وإشعاعها الواسعين، الأمر الذي مكنها من تحقيق صعود كبير على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح أن «القيادة الرشيدة في دولة قطر حددت هدفا طموحا، وهو أن تصبح قطر وسيطا لا غنى عنه في القضايا العالمية، وأنا أؤمن تماما بأن قدرة قطر وتفانيها يعكسان طموحها النبيل بهذا الصدد».

وحول مدى تطور العلاقات بين الدوحة وموسكو في مختلف المجالات، قال سعادته إن: «روسيا وقطر أسستا علاقات سياسية رفيعة المستوى، وتحافظ قيادتا البلدين على حوار دائم وصريح حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية. وخلال العام الماضي، شهدت العلاقات بين البلدين سلسلة من الاجتماعات والمحادثات، بما في ذلك على أعلى المستويات، ونحن نتطلع إلى الاجتماع الوزاري الروسي الخليجي المقرر عقده في الدوحة خلال سبتمبر المقبل».

ولفت إلى أن روسيا وقطر تتفقان في العديد من الموضوعات الدولية البارزة، على غرار الحرب المستمرة على قطاع غزة، موضحا أن قطر حافظت على نهج متوازن فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا.

وعلى الصعيدين الثقافي والسياحي، أوضح سعادة السيد دوغادكين أن اهتمام القطريين بالثقافة والتراث الروسي يشهد تزايدا مستمرا، فضلا عن الزيادة المطردة لتبادل الزيارات والرحلات السياحية بين البلدين إذ تعكس هذه الزيارات والتفاعل الثقافي تبادل الفائدة بين موسكو والدوحة كوجهتين للسياحة والتبادل الثقافي، إلى جانب التعاون الإنساني المتزايد.

وفيما يتعلق بحجم التجارة بين البلدين، والخطط المستقبلية لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار، نوه سعادة السفير الروسي بأن دولة قطر تعد من أبرز الشركاء الرئيسيين في الشرق الأوسط، ومن أكبر الدول العربية استثمارا في الاقتصاد الروسي، حيث شهدت التجارة الثنائية مؤخرا ديناميكية إيجابية، ومن المتوقع أن تتجاوز 90 مليون دولار بنهاية العام الحالي. وشدد على أن هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي تنتظر الاستغلال الكامل، خاصة في القطاع الزراعي، الذي أصبح اليوم المحرك الرئيسي للتجارة الثنائية بين البلدين، كما أن روسيا لديها الكثير لتقدمه للسوق المحلية القطرية من خلال السلع الزراعية.

وأشار إلى أن قطر عملت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة على تعزيز قدراتها كمركز لوجستي، وهناك فرص قوية للتعاون في مشروع ممر النقل الدولي من الشمال إلى الجنوب، الممتد على طول 7200 كيلومتر من مدينة سان بطرسبورغ الروسية إلى ميناء مومباي بالهند عبر بحر قزوين، وأذربيجان، وإيران، ومياه الخليج العربي، والمحيط الهندي، والذي سيسهم في تسريع وتخفيض تكاليف حركة البضائع لجميع الأطراف المعنية عند اكتماله.

وقال سعادة السيد دميتري نيكولايفيتش دوغادكين في ختام حواره مع «قنا»: «أعتقد أن تجارتنا الثنائية تعكس حاليا ديناميكية إيجابية، مع وجود مجالات للتحسين، وفرص كبيرة تنتظر استكشافها من قبل الجانبين. نحن قادرون على تحقيق نتائج أفضل من خلال التعاون المتبادل والجهود المشتركة، وسنكون على استعداد لبذل المزيد من الجهود لتحقيق هذه الأهداف المشتركة».

copy short url   نسخ
04/07/2024
20