+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- أكد سعادة السيد أشرف خوجاييف سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدولة أن انضمام دولة قطر لمنظمة شنغهاي للتعاون بصفة «شريك حوار» جاء بسبب القوة التي يتمتع بها الاقتصاد القطري واستراتيجية الاستثمار الثاقبة التي تعطي الأولوية للابتكار والاستدامة التي توفرها دولة قطر في العديد من المجالات لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا الرقمية.

وأضاف سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدولة، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن أوزبكستان دعمت بشكل كامل انضمام قطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون باعتبارها «شريك حوار»، مشددا على أن السياسة الخارجية القطرية المنفتحة والمتوازنة تعمل على تعزيز السلام والاستقرار على مستوى العالم، وتجنب الصراعات والنزاعات الدولية أو الإقليمية مع الجيران.

ولفت خوجاييف إلى أن دولة قطر تشارك مبادئ منظمة شنغهاي للتعاون الأساسية المتمثلة في عدم الانحياز والانفتاح والمساواة واتخاذ القرارات على أساس الإجماع، معربا عن اعتقاده بأن مشاركة قطر ستساعد في تحقيق أهداف منظمة شنغهاي للتعاون.

وقال إنه أثناء قمة منظمة شنغهاي للتعاون في يوليو 2023، أكد فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان على أهمية الحفاظ على دور منظمة شنغهاي للتعاون وتعزيزه كمنظمة دولية فعالة تعالج القضايا الإقليمية الملحة، وتوفر منطقة منظمة شنغهاي للتعاون فرصا اقتصادية هائلة وتعمل كمنصة للتنمية المستدامة، وتساهم بنحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي من حيث تعادل القوة الشرائية، ونحو 27 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وما يصل إلى 20 في المائة من التجارة العالمية.

وأشار خوجاييف إلى أن دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، رسخت نفسها كلاعب رئيسي على المستويين الإقليمي والدولي، وخاصة من خلال وساطاتها الناجحة في النزاعات العالمية، لافتا إلى أن الدولة اكتسبت بفضل نهجها الدبلوماسي ومبادراتها الاستراتيجية سمعة قوية في تعزيز السلام والاستقرار في المناطق التي مزقتها الصراعات.

وتابع أن أوزبكستان تنظر إلى قطر كلاعب ديناميكي في الشؤون العالمية، حيث حظيت سياستها الخارجية الاستباقية وجهودها المتميزة في مجال الوساطة بإشادة دولية لدعمها عمليات السلام في السودان والصومال وأفغانستان، مما يدل على التزامها بالمصالحة ومنع الصراعات، خاصة بعد أن أدت هذه الجهود إلى تهدئة التوترات ومهدت الطريق للحوار، مما أدى إلى حلول سلمية.

وأشار إلى أن أوزبكستان تقدر الدور البناء الذي تلعبه الدوحة في الشؤون الإقليمية والدولية وتدعم جهود الوساطة المهمة التي تبذلها، قائلا إن التزام قطر بالدبلوماسية وحل النزاعات، والذي يحظى باعتراف عالمي، يسلط الضوء على دورها كوسيط ملتزم بالسلام والأمن العالميين.

ولفت إلى أن مشاركات قطر في الوساطة تعكس التزامها بحل النزاعات، مما يجعلها شريكا قيما في تعزيز التعايش السلمي في جميع أنحاء العالم، منوها بأن أوزبكستان وقطر تتقاسمان مواقف مماثلة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واستقرار أفغانستان، ومضيفا «ونعتقد أن الشراكة الاستراتيجية بين أوزبكستان وقطر يمكن أن تعزز التواصل بين آسيا الوسطى والخليج، مما يضع معايير جديدة للمشاركة والتعاون الدبلوماسي».

وحول العلاقات بين دولة قطر وأوزبكستان، قال إن العلاقات بين أوزبكستان وقطر ازدهرت في السنوات الأخيرة، وشكلت شراكة استراتيجية تركز على الاستثمار والتجارة والسياحة، وقد تعززت هذه العلاقات بفضل الزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة سمو الأمير إلى أوزبكستان في يونيو 2023 وزيارة فخامة الرئيس ميرضيائيف إلى قطر في أكتوبر 2023. وأسفرت هذه الزيارات عن اتفاقيات متعددة تغطي العديد من المجالات.

وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تطورت إلى شراكة استراتيجية متجذرة في الثقة المتبادلة، وتعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي، وتبشر بمستقبل مشرق للتعاون الثنائي والازدهار الاقتصادي. ومع وجود أساس قوي من الاحترام المتبادل والتعاون، «فإن بلدينا على استعداد لتعزيز علاقاتنا، وتعزيز روح الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الأخوية.

وأوضح سعادة السيد أشرف خوجاييف أن العلاقات الأوزبكية القطرية تتطور بشكل ديناميكي في جميع الاتجاهات، قائلا «لقد قمنا بإنشاء نظام الإعفاء من التأشيرة لمواطني البلدين وأطلقنا رحلات جوية مباشرة بين طشقند والدوحة، مما سهل السياحة والتجارة، وفي بداية العام أقمنا أسبوع الثقافة الأوزبكية في قطر، وتكثفت الزيارات المتبادلة والتفاعلات في مختلف المجالات، بشكل ملحوظ، بما في ذلك دوائر الأعمال»، فضلا عن أن أوزبكستان وقطر عززتا تفاعلهما داخل المنظمات الدولية ويدعم كل منهما الآخر في ترشيحات الهيئات المنتخبة للأمم المتحدة.

وحول الخطط المستقبلية لتعزيز التعاون بين الجانبين، وخاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، قال سفير أوزبكستان لدى الدولة إن العلاقة المزدهرة بين أوزبكستان وقطر تعد بشراكة استراتيجية تركز على الاقتصاد والتجارة والاستثمار، حيث يتمتع كلا البلدين بإمكانات هائلة غير مستغلة للتعاون الاقتصادي، مع اقتصادات ديناميكية ونشاط تجاري متنام وتوسع في التجارة الخارجية، وهذا يمهد الطريق لخطط مهمة لتوسيع التعاون الاستثماري.

وأضاف أن الموقع الاستراتيجي لأوزبكستان ومواردها المعدنية الغنية وسوقها الكبيرة توفر فرصا مربحة للمستثمرين القطريين، موضحا أن إصلاحات بلاده الاقتصادية الناجحة وسياساتها المنفتحة منذ عام 2017، اجتذبت أكثر من 60 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، وذلك بهدف مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، فضلا عن احتلال مرتبة عالية في الاحتياطيات العالمية من الذهب والنحاس والفضة واليورانيوم والغاز الطبيعي، مشددا على أن الهدف هو تأمين 120 مليار دولار أميركي لمعالجة المعادن الهامة المتقدمة والمشاريع الصناعية وخصخصة الشركات المملوكة للدولة.

وأشار إلى أن الاقتصاد القوي في قطر، المدفوع بالاستثمارات المتنوعة والابتكار، يضع معيارا عاليا وباعتبارها مستثمرا عالميا مهما، فإن قطر مهتمة بتنويع استثماراتها، لذلك تقدم أوزبكستان العديد من المشاريع القابلة للتمويل في مجالات الطاقة والبنية التحتية للنقل والنفط والغاز والصناعات الكيماوية والتمويل، والزراعة، والرعاية الصحية، والتعليم.

وخلص سعادة السيد أشرف خوجاييف في ختام تصريحه لـ (قنا) إلى أن الإطلاق الأخير للرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة وطشقند من قبل الخطوط الجوية القطرية، بمعدل أربع رحلات أسبوعيا، من شأنه أن يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مضيفا أنه «مع بناء أوزبكستان وقطر على الزيارات والاتفاقيات التاريخية الأخيرة، يبدو مستقبل العلاقات الدبلوماسية واعدا، مما يعزز التعاون والازدهار الاقتصادي لكلا البلدين».

copy short url   نسخ
04/07/2024
10