شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جديدا على قطاع غزة، بدأت إرهاصاته بالحصار الذي فرضته على القطاع منذ أربعة أيام. العدوان الجديد أدى إلى سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، بينهم القائد في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، وطفلة في الخامسة، مع أضرار مادية جسيمة، نتيجة القصف الإسرائيلي، الذي ينذر بانفجار كبير آخر. وقد حملت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسرائيل مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، وتوعدت قوات الاحتلال بدفع الثمن، مشيرة إلى أن المقاومة، بكل أذرعها العسكرية، وفصائلها، موحدة في هذه المعركة، وستقول كلمتها وبكل قوة، ولم يعد ممكنا القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه، كما أعلنت الحركة، التي لفتت إلى أن «المقاومة الباسلة ستدافع عن شعبنا وأهلنا في القطاع بكل ما تملك، وستبقى تلاحق الاحتلال وستهزمه كما هزمته في كل المعارك وفي كل الساحات».العدوان الجديد غير مفهوم بالمرة، خاصة أنه لم تسبقه أي هجمات فلسطينية من غزة، كانت تتذرع بها إسرائيل سابقا لتبرير اعتداءاتها، الأمر الذي يعني أن هناك عملية مخططة ومعدة سلفا بهدف النيل من المقاومة الفلسطينية، ودفع الشعب الفلسطيني إلى حافة اليأس، لتمرير مخططات التهويد التي تستهدف الضفة الغربية المحتلة، وخاصة القدس، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي التحرك بقوة من أجل لجم قوات الاحتلال ومنعها من المضي في حرب وحشية أخرى ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا من إيمانه بعدالة قضيته، ومطالبه بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.إن ما يحدث اليوم في غزة، وما تتعرض له من اعتداءات، ما كان ليتم لولا تقاعس المجتمع الدولي عن ممارسة دوره، وعجزه عن تنفيذ القرارات التي توافق عليها كأساس للحل، والتي يتعين بموجبها قيام دولة فلسطينية مستقلة، واليوم على الأسرة الدولية تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية، وإدانة العدوان الإسرائيلي بصورة لا لبس فيها.