+ A
A -
أكرم الفرجابي

حذّر عدد من أعضاء المجلس البلدي المركزي والمختصين من مخاطر الحرائق التي ترتفع وتيرتها خلال فصل الصيف، والتي ربما تكون بسبب زيادة الأحمال، نظرا لكثرة استخدام أجهزة التكييف، أو بسبب الإهمال في التعامل مع الأجهزة المنزلية، وبخاصة ما يتعلق باستخدام الغاز الطبيعي أو الجهل بتعليمات الأمن السلامة.

وأجاب أعضاء المجلس البلدي عن السؤال الذي طرحته «الوطن » حول ما هو السبيل للوقاية من هذه الأخطار حتى لا يصبح الصيف موسما للحرائق؟ مشددين على أهمية توعية الجمهور بالإرشادات الواجب اتباعها لتفادي حدوث الحرائق، مؤكدين أن الالتزام من قِبل أفراد المجتمع بتطبيق الإجراءات والاشتراطات الوقائية في منازلهم والمحال التجارية وحتى في مركباتهم تقلل من نسبة الحرائق.

مواصفات ومقاييس

في البداية يشير السيد مبارك بن فريش السالم، نائب رئيس المجلس البلدي المركزي، إلى انخفاض ملحوظ في الحرائق الناجمة عن أجهزه التكييف والأجهزة الكهربائية بشكل عام، مبينا أن هذا يرجع إلى عدة أسباب من أهمها جوده الأجهزة الكهربائية المستوردة والتي تقع تحت متابعة وفحص وضبط إدارة المواصفات والمقاييس بما تضعه من مواصفات ومقاييس لجودة هذه الأجهزة، منوها بأن لكهرماء ايضا دورا مهما في وضع مواصفات قياسية دقيقة تتعلق بالتمديدات والأسلاك الكهربائية في المنازل، وهذه المواصفات تتضمن الالتزام بأعلى أنظمة الأمن والسلامة التي تتحمل درجات الحرارة العالية وتقلل من خطر الحرائق.

وقال نائب رئيس المجلس البلدي المركزي: إن هذا النهج الوقائي يساهم بشكل كبير في تقليل الحوادث المتعلقة بالأعطال الكهربائية، بالإضافة المواصفات القياسية والشروط التي تضعها شركة «كهرماء» للتمديدات والأسلاك للمنازل وما بها من أعلى أنظمة للأمن والسلامة وتحمل درجات الحرارة العالية، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الثقافة العامة لدى المستهلك وشراء الاجهزة ذات الجودة العالية.

وأضاف: لابد من الإشادة بجهود جميع الوزارات والهيئات ذات الصلة ببرامج التوعية والإرشاد والتثقيف فيما يخص أسباب الحرائق وطرق الوقاية منها، مبينا إن هذا التراجع الملحوظ في عدد الحرائق الناجمة عن الأجهزة الكهربائية في فصل الصيف يعكس نجاح الجهود المشتركة بين تحسين جودة الأجهزة، وتطبيق معايير السلامة الصارمة، وارتفاع مستوى الوعي العام، والجهود التوعوية المستمرة، والاستمرار في هذه المبادرات وتطويرها سيكون له أثر إيجابي مستدام في الحفاظ على سلامة المجتمع ووقايته من مخاطر الحرائق، مما يجعل الصيف أكثر أمانًا للجميع.

تكييف وتبريد

ومن ناحيته يقول السيد محمد بن صالح الخيارين، عضو المجلس البلدي المركزي، إن منطقة الخليج بشكل عام تعاني من مناخ حار في فصل الصيف يصل إلى حالة الاحتراق أحيانا، مما يضطر معه سكانها إلى استخدام أجهزة التكييف والتبريد بأقصى حدود الاستخدام، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث الحرائق الصيفية، بالإضافة إلى وجود محاذير أخرى قد نقع فيها مثل ارتفاع فاتورة الاستهلاك الكهربائي، وإن كان ذلك مجانياً في الوقت الحاضر، إلا أن تنامي شعور الحرص والمسؤولية لدى المواطنين يجب أن يتشكل مع كل رسالة (فاتورة افتراضية) تصل إلينا شهريا، حيث إن انخفاض الفاتورة يدل على وجود هذه المسؤولية فعليا.

ويقول الخيارين، من جانب آخر، قد نقع في محاذير الأمن والسلامة والتي قد تكلفنا الأرواح بالإضافة إلى التكاليف الصحية الملقاة على عاتق الدولة، ليتحول عدم الوعي والادراك بأهمية وسائل السلامة إلى تكاليف صحية باهظة يدفعها النظام الصحي كنا في غنى عنها لو كان لدينا هذا الوعي، لذلك من واجبنا كأعضاء في مجلس خدمي أن نلفت نظر الجميع إلى مدى حرص الحكومة على التدفقات الكهربائية واستمراريتها في ضوء ما نشهده من انقطاعات في بعض الدول الأخرى، وهذا مما يجعلنا أمام مسؤولية تقدير هذا الجهد وترشيده والحفاظ عليه بوعينا وإدراكنا لأهمية هذه الموارد وتكلفة إنتاجها، بالإضافة إلى الحرص على تفادي حرائق الصيف.

توعية وتوجيه

ومن جهته يرى السيد نايف بن علي الأحبابي، عضو المجلس البلدي المركزي، ضرورة تكثيف المنشورات التوعوية هذه الأيام على منصات التواصل الاجتماعي، باعتبار أن الكثير من الأشخاص ما زالوا يجهلون الأسباب المؤدية لحوادث الحريق خصوصاً في فترة الصيف، بالإضافة إلى تكثيف متابعة شركة «كهرماء» لعدادات الكهرباء واخطار أصحاب المنازل إذا كان هناك ارتفاع ملحوظ، وتعزيز الثقافة المجتمعية بشأن عدم الإسراف في الكهرباء والماء، وخاصة أن المواطن لا يدفع الفاتورة أسوة بالدول الأخرى، وبالتالي مطالب بترشيد الاستهلاك.

وعادةً الحرائق ما تبدأ على نطاق ضيق لأن معظمها ينشأ من مستصغر الشرر، بسبب إهمال في اتباع طرق الوقاية من الحرائق لكنها سرعان ما تنتشر إذا لم يبادر بإطفائها مخلفة خسائر ومخاطر فادحة في الأرواح والمتاع والأموال والمنشآت، لذلك يجب اتخاذ التدابير الوقائية من أخطار نشوب الحرائق لمنع حدوثها والقضاء على مسبباتها، وتحقيق إمكانية السيطرة عليها في حالة نشوبها وإخمادها في أسرع وقت ممكن بأقل الخسائر، من خلال توفير اشتراطات الأمن والسلامة في المنشآت والمنازل السكنية بما فيها أجهزة الإنذار المبكر لمواجهة الحرائق والتقليل من حدوثها.

اتباع الإرشادات

وبدوره يقول المهندس خالد بن أحمد النصر رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين القطرية، بأنه لا يخفــى علـى الجميـــع أن مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف فــي فصل الصيف، تتزايد مخاطر اندلاع الحرائـق في البيـوت، وللوقاية من هذه الأخطار، يُفضل اتباع بعض الإرشــادات: مثل صيانة الكهرباء والتكييف: القيام بصيانة أجهزة التكييف بانتظام والتأكد من سلامتها، والحرص على توصيل الأجهزة الكهربائية في منافذ كهربائية مستقلة، بالإضافة إلى تجنب استخدام أسلاك التمديد الإضافية، مؤكدا أن الاشتراطات والمعايير المطبقة من الشركـة القطرية العامـة للكهرباء والماء فـي استلام أعمال الكهرباء هـي من أعلى المعاييـر العالمية المعمول بها والمطبقة حالياً، حيث يتم اعتمـاد والموافقة على مواصفات ذات جـودة عالية تساهـم في مقاومـة الحرائــق الناتجـه عـن الكهرباء بصفـة عامـة وبفصـل الصيـف بصفــة خاصة.

ويضيف رئيس جمعية المهندسين القطرية أن من ضمن الإرشادات أيضا، تجنب الأعطال الكهربائية: تحقق من حالة الأسلاك الكهربائية وتجنب استخدام أجهزة كهربائية متضررة، وكذلك تجنب تحميل المقابس الكهربائية بأكثر من طاقتها، فمـن المعاييـر الجديدة المطبقـة حالياً استخـدام الأجهـزة الموفـرة للطاقـة ذات المعاييـر القياسيـة العالمية والتـي تحـد مــن استهـلاك الكهربـاء مما يقلل مـن الطاقة المستخدمة ويحـد من الوصول إلى الجهـد الأعلــى المصمـم عليه المبنـــى وبالتالـي يقلل مـن احتمالات اندلاع الحرائـق، داعيا إلى ضرورة تجنب السلوكيات الخطرة: بحيث ألا نترك مواد قابلة للاشتعال داخل المركبات أو الأماكن المعرضة للشمس، وتجنب التدخين داخل السيارة أو البيت، موضحا أن بعد صدور قانون عدم التدخيـن فـي الأماكـن العامـة وداخـل السيـارة أثنـاء التواجـد فـي الأماكـن العامـة، فإن ذلـك لـه أثـر كبيــر للحـد مـن مخاطـر السلوكيـات الخاطئـة فـي إطفاء أعقاب السجائــر، وأيضـاً مـن خلال نشـر وعــي أن التدخيـن مضـــر للصحــــة وحملات وزارة الصحـة العامـــة فـي مخاطـر التدخيـــن وما يحملتة مـن تداخيـن سلبـي للأفـراد المرافقيــن، وأيضــاً مــن خلال انتشـار عيـادات الاقـلاع عـن التدخيـــن فإن لذلـك أثـرا واضـحا فـي تراجــع معدلات الحرائـق بسبـب التدخين.ودعا رئيس جمعية المهندسين القطرية إلى أهمة توفير مستلزمات الوقاية والسلامة: والحرص على وجود مطفأة حريق في المنزل وفحصها بانتظام، بالإضافة إلى تنظيف المداخن وإزالة الشحوم والدهون منها، مشيرا إلى جهود إدارة الدفاع المدني بوزارة الداخليـة ودورهـا الفعال والملموس فـي بعـض السنــوات الماضية ما هـو إلا أحـد العوامـل الرئيسية التـي تـم جنيهــا لتراجع معدلات الحرائـف فـي الدولـــة بصفـة عامــة، وأيضـاً ساهمـت إدارة الدفـاع المدنـي فـي نشـر وعـي الأمـن والسلامة والالتـزام بالمعاييــر والمواكبـة لأحدث الأجهزة ومراجعـة الإشتراطـات السابقــة وتحديثهـأ لتواكـب النهضـة الحضاريـة التـي تشهدهـا البلاد مـن الشمال الـى الجنوب علـى حـد سواء. وشدد رئيس جمعية المهندسين القطرية على ضرورة تجنـب الإهمـال: بعدم ترك أعقاب السجائر المشتعلة في الأماكن العامة، تجنب حرق المخلفات بطرق غير آمنة، لافتا إلى إن التشريعــات العامــة التـي يصدرهـا المشـرع لاسيمـا اللوائح التـي تصدر مـن البلديـات فإنـهــا تنشــر الوعـــي العام فـي أعقاب عـدم الامتثـال لتـك التشريعـات واللوائـح والتـي حدت مـن أثــر رمـي وترك أعقاب السجائـر فـي الأماكـن العامــة الطرق، قائلا: أخيـراً وليـس أخراً، فإن بعض الأمثلة على التوجيهات النبوية للوقاية من الأمراض والآفات والحوادث، والتـي هـي نموذج متقدم وعملي يحتذى بـه، والـذي منــه المقولة الشهيـرة «درهم وقاية خيــــــر من قنطار علاج»: يقول النبـي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضـي الله عنه: (لا يوردن ممرض على مصـح)، لذا نتذكر دائماً أن الوقاية أفضل من العلاج، ونتبع هذه الإرشادات للحفاظ على سلامتـنا وسلامة أسرنا وممتلكاتنا علـى الدوام وفي فصل الصيــف خاصة.

copy short url   نسخ
07/07/2024
85