+ A
A -

حين تحقق في السابع من أكتوبر المجيد نصرا لم تحققه الجيوش العربية مجتمعة.. أقلق أصحاب المشروع الصهيوني بإقامة دولة مهمتها الهيمنة وإضعاف الأمة.. فهرعالرئيس الأميركي جو بايدنإلى تل أبيب وترأس مجلس الحرب ثم حضر وزير خارجيته بلينكن ثم وزير دفاعه أوستن، واليد على القلب.. والأسئلة تتوالى، هل أفاق العرب، هل انتهى المشروع الصهيوني.. هل هذه النهاية للوجود الأميركي الصهيوني في المنطقة، وفزعت ست دول أوروبية ومدت جسرا جويا إلى تل أبيب لمنع الانهيار..

أنا وملايين حول العالمتوقعنا أن تجتاح القوة الأعظم والجيش الأقوى قطاعغزة في ساعتين وتخرج المقاومة بالراية البيضاء تعلن الرحيل إلى المنافي من جديد.

لكن الآن وبعد تسعة أشهر من المقاومة لم تستطع إسرائيل ومن وراء إسرائيل تحقيق أي هدف من أهداف الحرب والمقاومة تواصل المواجهة، رغم ما امتلكت إسرائيل من عناصر تحقق لها ما تريد مع جبهات غربية شرقية وعربية تقف مع الكيان وتعمل للقضاء على حماس.. التي تعاني من حصار خانق، وقد شهد لحماس مع هذا الصمود كتاب وخبراء ومحللون من اليهود أنفسهم بأنها استطاعت أن تقف ندا وتدافع بقوة عن فكرتها ونهجها وأن هذا الدمار المجنون لم يؤثر في معنويات فئة صدقت ما عاهدت الله عليه، النصر أو الاستشهاد.

يقول كاتب صهيوني بعد هذه الحرب: «علينا أن نأخذ الدروس والعبر وأن حربنا ضد حماس عليها أن تكون حرب اجتثاث وحشية إما نحن أو هم، لأننا إن تهاونا اليومفسنراهم خلال العقد القادم على أبواب تل أبيبيكبرونكما يصورون في فيديوهاتهم الدعائية، عندها ستكون النهاية ألا ليت أشقاء حماس العرب والمسلمين يعتبرون!

حماس في الأيام الأخيرة عاشت في أزمة انقطاع الرواتب على الموظفين من قبل سلطة رام اللهدفعتها إلى الهروب الى المصالحة مع أبو مازن، تأملت المستوى السياسي بهذا الوضع وخرجت بتقديرات تفيدباستسلام حماس في حالة عملية عسكرية واسعة بل ونزع سلاحها أيضا.

بدأت المواجهة:

وخرج علينا ناطقو حماس على التلفاز بأسلوب من يقود قوة عظمى وجيشا جرارا،وكان الرئيس الأميركي بنفسه يرأس مجلس الحرب الإسرائيلي من تل أبيب وفتح مخازن الجيش الأميركي لتزود إسرائيل بجسور جوية وبحرية من اليوم الثاني للقتال من أجل اجتثاث حماس من على وجه الأرض..

تصورنا أن خطاب قادة حماس نوع من المكابرة السياسية وعدم تقدير قوة التحالف الذي لا يقف خلف إسرائيل فحسب بل يقف معها جنبا إلى جنب..!! وخطابات قادة حماس هي مجرد ممارسة اللعبة النفسية ليس أكثر، لكن صمودهم في القصف الجوي واستمرار إطلاق الصواريخ طيلة الأسابيع الأولى من الحرب بوتيرة عالية غير ميزان المعركة وموازين الردع تماما وكان لزاما التدخل البريالكاسح المدعوم من الجو والبحر.

copy short url   نسخ
07/07/2024
95