يضيف الكاتب الإسرائيلي: قمت بالبحث عن الجانب الأيديولوجي لحركة حماس فوجدت أنهم يربون مقاتليهم منذ نعومة أظافرهم تربية دينية قبل التربية العسكرية الصارمة، ويلقنونهم أيديولوجية إسلامية جهادية بما يعرف بنظام المساجد، إمام المسجد هو قائد الفرقة والمصلون خلفه هم الجنود على طريقة المسلمين قبل 14 قرنا..

مخرب حماس يعتقد أنه عندما يموت فإنه يحيا ويذهب فورا إلى الجنة كما جاء في قرآنهم الذي حفظوه عن ظهر قلب، وأن أفضل طريق للموت هي الجهاد. تقاتل اليهود وأن تموت على أيديهم.. إنه يقتدي بالنبي محمد الذي حارب الكفار واليهود.. إنه يستقي أيديولوجيته من تعبئة فكرية تقوم على دراسة تاريخ الإسلام والمعارك والبطولات والفتوحات الإسلامية.

مخربو حماس مستعدون لتفجير أنفسهم دون تردد والقيام بأعمال خيالية حطمت كل النظريات العسكرية المعروفة بظروف قتال تكاد تكون مستحيلة، إنهم يواجهون أرتال الدبابات والوحدات الخاصة والقوات الجوية بلا شيء !

لا شيء بكل ما تحمله الكلمة من معنى فتسليحهم بالنسبه لتسليح حتى أتفه المليشيات الإفريقية الجائعة هو لا شيء، ومع ذلك فقد استطاعوا التصدي والصمود وعدم الانكسار، قتال بصورة صلبة ومدهشة.

إنها أيديولوجيتهم المبنية على التجرد من الشهوات والسمو الروحي واحتقار العدو الكافر، إنهم يقاتلون بعزة نفس واستعلاء نفسي معتبرين أنفسهم متفوقين دينيا وفكريا على عدو كافر، أيديولوجيتهم تدفعهم للعمل 24 ساعة في سبيل دينهم وتحقيق المستحيل لأنهم بهذا يعتقدون أنهم يخدمون دينهم وأمتهم وأنهم سيدخلون الجنة.

إنها أيديولوجية مدمرة ديناميكية لا تستكين ولا تهدأ يعرفون من خلالها هدفهم جيدا، أيديولوجية تمسكوا بها في الضفة رغم حملة الاجتثاث المسعورة التي تشنها عليهم إسرائيل.

فتمسكوا بأيديولوجية الجهاد رغم التنكيل والقمع ليعودوا الآن إلى واجهة العمل بالضفة الغربية بقوة وكأن شيئا لم يكن.

عندما أرى مخربا يندفع صوب الميركافا 4 التي تشبه وحشا فولاذيا أسطوريا حاملا عبوته مفجرا نفسه فيها دون أدنى ذرة تردد أرتعب خوفا، كيف لهؤلاء لو امتلكوا أسلحة أقوى ولو اقتدى بهم شباب المسلمين في الدول العربية والإسلامية..!!

أعترف أن هذه الأيديولوجيا هزمت الميركافا في هذه الجولة، وأنها ستكون الخطر الأكبر على وجود دولة إسرائيل.

علينا أن نأخذ الدروس والعبر وأن حربنا ضد حماس عليها أن تكون حرب اجتثاث وحشية إما نحن أو هم، لأننا إن تهاونا اليوم فسنراهم خلال العقد القادم على أبواب تل أبيب يكبرون كما يصورون في فيديوهاتهم الدعائية.. عندها ستكون النهاية.سمير البرغوثي

كاتب وصحفي فلسطيني