في مثل هذا اليوم من العام 1921م وُلد الملياردير الشهير والاس جونسون، صاحب سلسلة الفنادق التي تجتاح العالم «هوليداي إن»!
على أنّ رحلة المليارات لم تكُن مُعبّدة بالورود، ولم تكُن في سن مبكرة كذلك، عندما كان والاس جونسون في العشرين من عمره التحقَ بورشة كبيرة لنشرِ الأخشاب، هناك تعرّف على أنواع الأخشاب، ومن أين تأتي، وكيف تُباع، وأيُّها الذي يصلُح للبناء وأيّها الذي يصلُح للأثاث، وبعد أن أصبح خبيراً في الأربعين من عمرِهِ استدعاه رئيسه في العمل وأخبره أنهم قرروا الاستغناء عن بعض الموظفين وأنّه سيكون منهم!
خرجَ والاس إلى الشارع والدنيا سوداء في عينيه، رجلٌ بلا عمل، بلا هدف، يشعرُ بالمرارة والخذلان! ولكن ما هي إلا أيام حتى انتبه أن لا أحد في المدينة يعرف عن الخشب أكثر ممّا يعرف هو، فقرّر أن يبني بيوتاً خشبية صغيرة، وقد رهنِ بيته ليُؤمِّن رأس مال لمشروعه، وبالفعل بدأ صيته يَذيع في الولاية شيئاً فشيئاً، حتى أصبح أشهر رجل بناء منازل خشبية في أميركا، ليقوم بعدها ببناء سلسلة فنادقه العالمية «هوليداي إن»!
في الحقيقة ليس هدفي التحدُّث عن مآثر السيد والاس، ولا التغنِّي بثروته، هناك أشياء بطولية في الحياة أهم من جمع المال يمكن أن يقوم بها المرء، وإن كان لا عيب ولا حرج في جمع المال ما دُمنا نملكه لا العكس!
ولكن ما لفتَ نظري في سيرة والاس هو أن ما نعتقده نهاية الدنيا قد لا يكون أكثر من بداية جديدة لحياة أجمل! حبّذا لو نضع هذه الحقيقة نصب أعيننا ونتفاءل خيراً، كل واحد منا خسر شيئاً في حياته ظنّ أن لا شيء سيُعوِّضه، ثم دارت الأيام وكان العوض من الله أجمل!
عندما ماتَ أبو سلمة، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأم سلمة أن تدعو أن يُخلفها الله خيراً منه، قالتْ في نفسها وهي تدعو، وهل في الناس خير من أبي سلمة، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فتبين أن العوض لم يكن خيرا من أبي سلمة فقط بل خير من الناس أجمعين!بقلم: أدهم شرقاوي
على أنّ رحلة المليارات لم تكُن مُعبّدة بالورود، ولم تكُن في سن مبكرة كذلك، عندما كان والاس جونسون في العشرين من عمره التحقَ بورشة كبيرة لنشرِ الأخشاب، هناك تعرّف على أنواع الأخشاب، ومن أين تأتي، وكيف تُباع، وأيُّها الذي يصلُح للبناء وأيّها الذي يصلُح للأثاث، وبعد أن أصبح خبيراً في الأربعين من عمرِهِ استدعاه رئيسه في العمل وأخبره أنهم قرروا الاستغناء عن بعض الموظفين وأنّه سيكون منهم!
خرجَ والاس إلى الشارع والدنيا سوداء في عينيه، رجلٌ بلا عمل، بلا هدف، يشعرُ بالمرارة والخذلان! ولكن ما هي إلا أيام حتى انتبه أن لا أحد في المدينة يعرف عن الخشب أكثر ممّا يعرف هو، فقرّر أن يبني بيوتاً خشبية صغيرة، وقد رهنِ بيته ليُؤمِّن رأس مال لمشروعه، وبالفعل بدأ صيته يَذيع في الولاية شيئاً فشيئاً، حتى أصبح أشهر رجل بناء منازل خشبية في أميركا، ليقوم بعدها ببناء سلسلة فنادقه العالمية «هوليداي إن»!
في الحقيقة ليس هدفي التحدُّث عن مآثر السيد والاس، ولا التغنِّي بثروته، هناك أشياء بطولية في الحياة أهم من جمع المال يمكن أن يقوم بها المرء، وإن كان لا عيب ولا حرج في جمع المال ما دُمنا نملكه لا العكس!
ولكن ما لفتَ نظري في سيرة والاس هو أن ما نعتقده نهاية الدنيا قد لا يكون أكثر من بداية جديدة لحياة أجمل! حبّذا لو نضع هذه الحقيقة نصب أعيننا ونتفاءل خيراً، كل واحد منا خسر شيئاً في حياته ظنّ أن لا شيء سيُعوِّضه، ثم دارت الأيام وكان العوض من الله أجمل!
عندما ماتَ أبو سلمة، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأم سلمة أن تدعو أن يُخلفها الله خيراً منه، قالتْ في نفسها وهي تدعو، وهل في الناس خير من أبي سلمة، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فتبين أن العوض لم يكن خيرا من أبي سلمة فقط بل خير من الناس أجمعين!بقلم: أدهم شرقاوي